ومنافع للناس. وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب، إن الله قوي عزيز ((1).
بل إن كون النبي شاهدا على الناس في شرق الأرض وغربها، إنما يعني: أنه لابد أن يكون مطلعا على أعمالهم الجوارحية والجوانحية حتى خلجات هذا الإنسان النفسية، وأفعاله القلبية. وحتى في عواطفه، وفي حبه، وفي بغضه، وفي حالاته النفسية، كاليأس والرجاء.. وما إلى ذلك.. ثم تربيته تربيه صالحة، والهيمنة عليه من موقع المعرفة والوعي وما إلى ذلك..
وبعد ذلك كله نقول:
من الذي قال: إن ذلك كله وسواه مما مر ويأتي لا يقتضي ولاية تكوينية سواء في حدها الأدنى، أو في حدها الأعلى، فإن هذا البعض ينفيها بجميع مراتبها..
2 - إن هذا البعض لا بد أن يعترف بأن الله قد سخر لسليمان الريح تجري بأمره رخاء حيث أصاب وسخر له غير الريح أيضا..
كما أنه لا يستطيع أن يناقش في ان آصف بن برخيا - وهو ليس بنبي - قد جاء بعرش بلقيس - من اليمن قبل ارتداد الطرف.. وقد نسب الإتيان به إلى نفسه واعتبره فعلا له..
3 - قوله:
" إن الأنبياء، لم يمارسوا الولاية التكوينية في حياتهم ".
قد عرفت آنفا أنه لا يصح.. وثمة أمثلة كثيرة أخرى ستأتي.
4 - أما بالنسبة لما اقترحه المشركون على رسول الله (صلى الله عليه وآله) فأجابهم بقوله: (قل: سبحان ربي هل كنت إلا بشرا رسولا (فقد أشرنا أكثر من مرة إلى أنهم إنما طلبوا منه أن يفعل ذلك لأجل أن يثبتوا أنه (صلى الله عليه وآله) ليس بشرا.. فإجابة طلبهم سوف توجب تضليل الناس، لأنهم سيعتبرونه - والحالة هذه - من غير البشر، ولأجل ذلك حكى الله عنهم تعجبهم من بشريته، فقال تعليقا على مطالبهم تلك:
(وما منع الناس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى، إلا أن قالوا: أبعث الله بشرا رسولا.. (فرد الله عليهم ذلك بقوله تعالى: