مما يعني: أن مجرد عدم وجود دليل لا يكفي للحكم بعدم وجود ولاية تكوينية..
هذا بالإضافة إلى أننا قد ذكرنا: أن تشكيكاته بالآيات غير صحيحة، ولا مجال لقبول أي منها..
42 - أما بالنسبة لمهمة الأنبياء، وأنها مجرد التبشير والإنذار، والإبلاغ، والهداية، فقد ذكرنا فيما تقدم.
أولا:
أنه كلام مرفوض.. من وجهة نظر القرآن، والحديث القطعي.. فلا حاجة إلى الإعادة.
ثانيا:
أن حصره ذلك في هذه الأمور الأربعة ينافي ما تقدم في فقرة سابقة من أنها: الإبلاغ، والإنذار، والهداية، والتعليم، وقيادة الناس إلى تطبيق ذلك.
43 - بقي أن نشير إلى ما ذكره هذا البعض حول آية (وما أدري ما يفعل بي ولا بكم، إن أتبع إلا ما يوحى إلي ((سورة الأحقاف، الآية 9)، حيث اعتبرها دالة على نفي فعلية علم الغيب في واقع الذات، وأنها تحصر المسألة، في ما يأتيه من الوحي.
ونقول:
أولا:
إن هذه الآية - كما أشرنا إليه أكثر من مرة في مثيلاتها - ليست ناظرة إلى النفي المطلق، بدليل: أن النبي (ص) والأئمة عليهم السلام قد أخبروا عن غيوب كثيرة جدا، وإنما هي تنفي ما يعتقده أولئك الناس، من أن النبوة تقتضي بذاتها علما للغيب مستقلا عن الله سبحانه، مما يعني أنها مقام لغير البشر بزعمهم.
فجاءت هذه الآية ومثيلاتها لتؤكد على أن الأنبياء بشر، وأن علمهم بالغيب ليس ناشئا عن ذواتهم بالاستقلال، وإنما هو عطاء من الله، واكتساب منه تعالى.
ومجرد الإصرار على أنها دالة على نفي فعلية علم الغيب في واقع الذات، أي أنها تنفي علم الغيب بالأصالة، وبالتبعية معا، لا يكفي في مقام الإستدلال، خصوصا