بين محمله إلا حديدة! قال الزهري: فقدمت بعد ذلك على عبد الملك بن مروان فسألني عن علي بن الحسين فأخبرته فقال لي: إنه جاءني في يوم فقده الأعوان فدخل علي فقال: ما أنا وأنت؟! فقلت: أقم عندي فقال: لا أحب ثم خرج، فوالله لقد امتلأ ثوبي منه خيفة. قال الزهري: فقلت: يا أمير المؤمنين ليس علي بن الحسين حيث تظن! إنه مشغول بربه فقال: حبذا شغل مثله فنعم ما شغل به! قال وكان الزهري إذا ذكر علي بن الحسين يبكي ويقول: زين العابدين). (تاريخ دمشق: 41 / 372، وحلية الأولياء: 3 / 135، ومناقب آل أبي طالب: 3 / 275، وغيرها من مصادر الطرفين).
أقول: تدل هذه المعجزة المتفق عليها على أن أئمة المذاهب الأخرى وعلماءهم يعتقدون بصدور المعجزات من الأولياء، وقد ذكروا في بحثهم معنى الاسم الأعظم الذي لا ترد به دعوة، أنه كان عند عدد من رجالهم!
وروى المناوي في فيض القدير: 1 / 653 أن أبي بن كعب طلب من النبي (صلى الله عليه وآله) أن يعلمه الاسم الأعظم فأرشده إلى مطلع آية الكرسي، وقال في: 1 / 524: (فقد ابتلي بعض عظماء الأولياء بالجذام وكان يحفظ الاسم الأعظم فقيل له: ألا تدعو؟ فقال ما كنت لأطلب الإقالة من أمر اختاره لي).
وقال ابن حجر في الإصابة: 5 / 491: (أن كرزا سأل الله تعالى أن يعلمه الاسم الأعظم على أن لا يسأل به شيئا من الدنيا فأعطاه، فسأل الله أن يقويه على تلاوة القرآن، فكان يختمه في اليوم والليلة ثلاث مرات)!
وفي إعانة الطالبين: 1 / 16، أن عبد القادر الجيلاني كان عنده الاسم الأعظم!
وقال الذهبي في سيره: 7 / 388، في ترجمة إبراهيم بن أدهم: (ورأى في البادية رجلا علمه الاسم الأعظم فدعا به، فرأى الخضر وقال: إنما علمك أخي داود.