ومسؤولية الكلمة عند الإمام (عليه السلام) كعمقها.. فهو يقول (لا يزال العبد المؤمن يكتب محسنا ما دام ساكتا فإذا تكلم كتب محسنا أو مسيئا). (ثواب الأعمال 164).
ويقول (إن لسان ابن آدم يشرف كل يوم على جوارحه فيقول كيف أصبحتم؟ فيقولون بخير إن تركتنا! ويقولون الله الله فينا، ويناشدونه ويقولون إنما نثاب بك ونعاقب بك)! (الخصال 6).
* * ولم تمنعه أشواق الروح من عمق العقل.. فالمروي عنه في ذلك كثير، منه أنه سئل عن التوحيد فقال (إن الله عز وجل علم أنه يكون في آخر الزمان أقوام متعمقون فأنزل قل هو الله أحد، الله الصمد، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد، والآيات من سورة الحديد سبح لله ما في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم. له ملك السموات والأرض يحيى ويميت وهو على كل شئ قدير. هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شئ عليم. هو الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم أين ما كنتم والله بما تعملون بصير. له ملك السموات والأرض وإلى الله ترجع الأمور. يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل وهو عليم بذات الصدور. فمن رام ما وراء هنالك هلك). (التوحيد للصدوق 283).
وروى عن أبيه الحسين عن أمير المؤمنين (عليهما السلام) أنه قال: (من الدليل على أن الأجسام محدثة: أن الأجسام لا تخلو من أن تكون مجتمعة أو مفترقة ومتحركة أو ساكنة والاجتماع والافتراق والحركة والسكون محدثة، فعلمنا أن الجسم محدث لحدوث ما لا ينفك منه ولا يتقدمه.. الخ. وهو حديث طويل في الإستدلال العقلي على حدوث العالم ووجود الخالق عز وجل. (التوحيد للصدوق / 300).
* *