وقال طاووس: سمعته وهو ساجد عند الحجر يقول: عبيدك بفنائك. سائلك بفنائك. فقيرك بفنائك.. فوالله ما دعوت بها في كرب قط إلا كشف عني).
* * وهو الإمام السجاد.. (ما ذكر لله نعمة عليه إلا سجد، ولا قرأ آية من كتاب الله فيها سجدة إلا سجد، ولا دفع الله عنه شرا يخشاه أو كيد كائد إلا سجد، ولا فرغ من صلاته مفروضة إلا سجد، ولا وفق لإصلاح بين اثنين إلا سجد، وكان كثير السجود في جميع مواضع سجوده فسمي السجاد لذلك). (المناقب: 3 / 304).
قال الزهري: (دخلت مع علي بن الحسين على عبد الملك بن مروان، قال فاستعظم عبد الملك ما رأى من أثر السجود بين عيني علي بن الحسين فقال: يا أبا محمد لقد بان عليك الإجتهاد ولقد سبق لك من الله الحسنى وأنت بضعة من رسول الله (ص) وقريب النسب وكيد السبب، وإنك لذو فضل عظيم على أهل بيتك وذوي عصرك، ولقد أوتيت من العلم والفضل والورع ما لم يؤته أحد مثلك ولا قبلك إلا من مضى من سلفك، وأقبل يثني عليه ويطريه قال فقال علي بن الحسين: كل ما ذكرته ووصفته من فضل الله وتأييده وتوفيقه فأين شكره على ما أنعم؟ إلى أن قال: والله لو تقطعت أعضائي وسالت مقلتاي على صدري لن أقوم لله جل جلاله بشكر عشر العشير من نعمة واحدة من جميع نعمه التي لا يحصيها العادون ولا يبلغ حد نعمة منها علي جميع حمد الحامدين لا والله أو يراني الله لا يشغلني شئ عن شكره وذكره في ليل ولا نهار ولا سر ولا علانية. لولا أن لأهلي علي حقا ولسائر الناس من خاصهم علي حقوقا لا يسعني إلا القيام بها حسب الوسع والطاقة حتى أؤديها إليهم، لرميت بطرفي إلى السماء وبقلبي إلى الله، ثم لم أردهما حتى يقضي الله على نفسي وهو خير الحاكمين! وبكى، وبكى عبد الملك). (فتح الأبواب لابن طاووس / 169).