المعصومين (عليهم السلام) بالكثير الكثير فعندهم (عليهم السلام) علم الظاهر والباطن. وأن من يعطيه الله هذه العلوم يجعل معه ملائكة يحفظونها ويحفظونه، ليعيش حياته الطبيعية بالعلم الظاهري، ويستعمل طرفا من العلم اللدني في وقته المناسب! وهذا معنى قوله تعالى: عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا. إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا. (سورة الجن: 26 - 27).
وقد صرح الإمام زين العابدين (عليه السلام) بذلك عندما جاءه رجل مهموم وشكى له قرضه الذي أثقله، فلم يكن عند الإمام (عليه السلام) مال لأن الوليد كان صادر أمواله، فأعطاه قرصيه قوت يومه وأمره أن يذهب إلى السوق ويشتري بهما شيئا، فوجد سمكتين غير مرغوبتين فاشتراهما فوجد في جوفها لؤلؤتين ثمينتين: (وباع الرجل اللؤلؤتين بمال عظيم قضى منه دينه وحسنت بعد ذلك حاله. فقال بعض المخالفين: ما أشد هذا التفاوت! بينا علي بن الحسين لا يقدر أن يسد منه فاقة إذ أغناه هذا الغناء العظيم كيف يكون هذا وكيف يعجز عن سد الفاقة من يقدر على هذا الغناء العظيم؟ فقال علي بن الحسين (عليه السلام): هكذا قالت قريش للنبي (صلى الله عليه وآله): كيف يمضي إلى بيت المقدس ويشاهد ما فيه من آثار الأنبياء (عليهم السلام) من مكة ويرجع إليها في ليلة واحدة، من لا يقدر أن يبلغ من مكة إلى المدينة إلا في اثني عشر يوما، وذلك حين هاجر منها؟! ثم قال (عليه السلام): جهلوا والله أمر الله وأمر أوليائه معه، إن المراتب الرفيعة لا تنال إلا بالتسليم لله جل ثناؤه وترك الاقتراح عليه والرضا بما يدبرهم به، إن أولياء الله صبروا على المحن والمكاره صبرا لما يساوهم فيه غيرهم، فجازاهم الله عز وجل عن ذلك بأن أوجب لهم نجح جميع طلباتهم، لكنهم مع ذلك لا يريدون منه إلا ما يريده لهم)! (أمالي الصدوق / 539).
وفي هذا الموضوع بحوث مهمة، نشير منها إلى أن قوله (عليه السلام) (أوجب لهم نجح