وفي المقابل واصل عبد الملك غزوه للعراق في كل سنة، حتى استطاع أن يخضعه ويقتل مصعب بن الزبير في 15 جمادى الأولى سنة 72. (الطبقات: 5 / 183).
وفي النجوم الزاهرة: 1 / 183: (وتجهز (مصعب) وخرج يريد الشام لقتال عبد الملك بن مروان وخرج عبد الملك أيضا من الشام يريد مصعب بن الزبير، فسار كل منهما إلى آخر ولايته، وهجم عليهما الشتاء فرجع كل منهما إلى ولايته. قال خليفة: وكانا يفعلان ذلك في كل سنة حتى قتل مصعب). انتهى.
وفي إحدى هذه المرات سنة 69، كان عبد الملك في طريقه إلى العراق وكان معه أحد قادته عمرو بن سعيد الذي كان أبوه مروان جعله ولي عهد ثم عزله!
(فقال له عمرو بن سعيد بن العاص إنك تخرج إلى العراق وقد كان أبوك وعدني هذا الأمر من بعده وعلى ذلك جاهدت معه، وقد كان من بلائي معه ما لم يخف عليك، فاجعل لي هذا الأمر من بعدك فلم يجبه عبد الملك إلى شئ، فانصرف عنه عمرو راجعا إلى دمشق فرجع عبد الملك في أثره حتى انتهى إلى دمشق.... واجتمع الناس وصعد المنبر (عمرو) فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس إنه لم يقم أحد من قريش قبلي على هذا المنبر إلا زعم أن له جنة ونارا يدخل الجنة من أطاعه والنار من عصاه! وإني أخبركم أن الجنة والنار بيد الله وأنه ليس إلي من ذلك شئ، غير أن لكم علي حسن المؤاساة والعطية، ونزل.
وأصبح عبد الملك ففقد عمرو بن سعيد فسأل عنه فأخبر خبره، فرجع عبد الملك إلى دمشق فإذا عمرو قد جلل دمشق المسوح فقاتله بها أياما... فلما طال قتالهم جاء نساء كلب وصبيانهم فبكين وقلن لسفيان بن الأبرد ولابن بحدل الكلبي علام تقتلون أنفسكم لسلطان قريش؟!... ثم إن عبد الملك وعمرا اصطلحا وكتبا بينهما كتابا وآمنه عبد الملك... ودخل عبد الملك دمشق يوم