* * وهو بقية السيف.. شاءه الله أن يكون شاهدا على كربلاء، ومعه طفله محمد الباقر (عليهما السلام)، فحضر كل مراحل المعركة وفصول الأسر والترحال. وهيأ له الله من يحافظ على حياته في كربلاء: (لما قتل الحسين كان علي بن الحسين (عليهما السلام) نائما فجعل رجل منهم يدافع عنه كل من أراد به سوءا)! (مدينة المعاجز: 4 / 382).
قال الزهري: (كان علي بن الحسين مع أبيه يوم قتل وهو ابن ثلاث وعشرين سنة). (تهذيب الكمال: 20 / 402، وروى عن محمد بن عقيل بأن عمر (عليه السلام) كان خمسا وعشرين).
* * وهو زين العابدين.. (كان الزهري إذا حدث عن علي بن الحسين قال: حدثني زين العابدين علي بن الحسين، فقال له سفيان بن عيينة: ولم تقول زين العابدين؟ قال: لأني سمعت سعيد بن المسيب يحدث عن ابن عباس أن رسول الله قال: إذا كان يوم القيامة ينادي مناد أين زين العابدين؟ فكأني أنظر إلى ولدي علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب يخطر بين الصفوف). (علل الشرائع: 1 / 230، ومناقب آل أبي طالب: 3 / 304، وأمالي الصدوق / 410، ومدينة المعاجز: 4 / 242).
(زين العابدين ثقة ثبت عابد فقيه فاضل مشهور. قال ابن عيينة عن الزهري: ما رأيت قرشيا أفضل منه). (تقريب التهذيب: 1 / 692، وفيض القدير: 6 / 454) وقال الأموي ابن كثير في النهاية: 9 / 123: (وذكروا أنه احترق البيت الذي هو فيه وهو قائم يصلي، فلما انصرف قالوا له: مالك لم تنصرف؟ فقال: إني اشتغلت عن هذه النار بالنار الأخرى! وكان إذا توضأ يصفر لونه فإذا قام إلى الصلاة ارتعد من الفرق، فقيل له في ذلك فقال: ألا تدرون بين يدي من أقوم ولمن أناجي؟
ولما حج أراد أن يلبي فارتعد وقال: أخشى أن أقول لبيك اللهم لبيك، فيقال لي: لا لبيك! فشجعوه على التلبية فلما لبى غشي عليه حتى سقط عن الراحلة....