فاصلة عنده بين النظرية والتطبيق، والقول والعمل!
* * شفافية في التسامح مع الناس.. تعلمها من قوله تعالى: فاصفح الصفح الجميل، ففسره بأنه: العفو من غير عتاب! (أمالي الصدوق / 416).
وقد وصف الطبري: 5 / 217، دهشة والي المدينة هشام بن إسماعيل المخزومي، الذي كان يؤذي الإمام (عليه السلام) أذى شديدا، فلما اختلف مع الوليد بن عبد الملك عزله وأراد الانتقام منه لنفسه، فامر أن يوقف للناس ليقتصوا منه!
(فقال: ما أخاف إلا من علي بن الحسين! فمر به علي وقد وقف عند دار مروان، وكان علي قد تقدم إلى خاصته أن لا يعرض له أحد منهم بكلمة فلما مر ناداه هشام بن إسماعيل: الله أعلم حيث يجعل رسالته). (واليعقوبي: 2 / 283).
وقال ابن كثير في النهاية: 9 / 124: (ونال منه رجل يوما فجعل يتغافل عنه يريه أنه لم يسمعه، فقال له الرجل: إياك أعني! فقال له علي: وعنك أغضي...
وقيل له: من أعظم الناس خطرا؟ فقال: من لم ير الدنيا لنفسه قدرا).
* * وإنسانية حنونة مع الناس، خاصة الضعفاء.. قال ابنه الباقر (عليهما السلام): (لما حضرت علي بن الحسين الوفاة ضمني إلى صدره ثم قال: يا بني أوصيك بما أوصاني به أبي حين حضرته الوفاة، وبما ذكر أن أباه أوصاه به، فقال: يا بني إياك وظلم من لا يجد عليك ناصرا إلا الله). (أمالي الصدوق / 249).
* * وحنان على الفقراء ولو من غير شيعته.. (كان يعول مائة أهل بيت من فقراء المدينة). (الخصال / 518) مع أنه كان يقول: (ما بمكة والمدينة عشرون رجلا يحبنا). (شرح النهج: 4 / 104، والغارات: 2 / 573).
وقال الأموي ابن كثير في النهاية: 9 / 124: (وذكروا أنه كان كثير الصدقة بالليل