الذي علمه التشيع لعلي وأولاد علي عمر بن نعيم، ودفنوه حيا.
ومع ذلك فقد أصيب مروان باليأس لأن الضحاك بن قيس الفهري حاكم دمشق اختار أن يدعو إلى بيعة ابن الزبير، فاستجاب له قسم من أهل الشام، وعارضه مروان والأمويون ورؤساء قبائل الشام الذين لا يريدون أن تنتقل الخلافة من بلدهم إلى الحجاز: (لما مات معاوية بن يزيد بايع أهل الشام كلهم ابن الزبير إلا أهل الأردن، فلما رأى ذلك رؤوس بنى أمية وناس من أهل الشام وأشرافهم فيهم روح بن الزنباع الجذامي قال بعضهم لبعض: إن الملك كان فينا أهل الشام فينتقل إلى الحجاز لا نرضى بذلك). (مجمع الزوائد: 7 / 257، والطبراني الكبير: 5 / 80).
وقد أفاض الرواة في اختلاف أهل الشام وتأرجح قادتهم بعد قتلهم لمعاوية بن يزيد (رحمه الله) وفصل ذلك الطبري: 3 / 378، وابن عساكر: 24 / 292، ومما قاله الأخير: (ثم خرج الضحاك ذات يوم فصلى بالناس صلاة الصبح ثم ذكر ابن معاوية فشتمه (يقصد خالد بن يزيد المرشح للخلافة من أخواله بني كلب وعمره سبع سنين) فقام إليه رجل من كلب فضربه بعصا واقتتل الناس بالسيف! ودخل الضحاك دار الإمارة فلم يخرج وافترق الناس ثلاث فرق: فرقة زبيرية، وفرقة بحدلية (نسبة لابن بحدل الكلبي) هواهم لبني حرب، والباقون لا يبالون لمن كان الأمر من بني أمية، وأرادوا الوليد بن عتبة بن أبي سفيان على البيعة له فأبى وهلك تلك الليالي! فأرسل الضحاك بن قيس إلى بني أمية فأتاه مروان بن الحكم وعمرو بن سعيد وخالد وعبد الله ابنا يزيد بن معاوية فاعتذر إليهم، وذكر حسن بلائهم عنده وأنه لم يرد شيئا يكرهونه وقال: أكتبوا إلى حسان بن مالك بن بحدل حتى ينزل الجابية ثم نسير إليه فنستخلف رجلا منكم، فكتبوا إلى حسان فأقبل حتى نزل الجابية، وخرج الضحاك بن قيس وبنو أمية يريدون الجابية فلما استقلت الرايات متوجهة قال معن بن ثور السلمي ومن معه من قيس: دعوتنا إلى بيعة رجل أحزم الناس