بيعتي؟ فقلنا له: كن يا أمير المؤمنين كالعبد الصالح يوسف إذ قال: لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين، فقال: لا تثريب عليكم اليوم، وإن فيكم رجلا لو بايعني بيده لنكث بإسته! يعني مروان بن الحكم). (الجمل للمفيد / 222، وشرح الأخبار: 1 / 393، وأمالي الطوسي / 507).
أقول: قوله (عليه السلام) (إنما أنا بشر مثلكم) لا يتنافى مع إمامته وعصمته، فهو كقول النبي (صلى الله عليه وآله) للكفار إنما أنا بشر مثلكم. كما يلاحظ أنه (عليه السلام) قال لهم: لا تثريب عليكم ولم يكمل الآية ولم يقل لهم: اليوم يغفر الله لكم! لا غفر الله لهم.
وروى في الإحتجاج: 1 / 416، طرفا من مناظرة الإمام الحسن (عليه السلام) مع مروان والمغيرة والوليد بن عقبة في مجلس معاوية، تدل على أن تكبر مروان وشره لم يتغير رغم ذلته في حرب الجمل، فعندما دخل الإمام الحسن (عليه السلام) بادروه بالفخر بأنفسهم والحط من بني هاشم: (وذكروا أشياء ساءت الحسن بن علي وبلغت منه فقال (عليه السلام): أنا شعبة من خير الشعب، وآبائي أكرم العرب، لنا الفخر والنسب والسماحة عند الحسب، ونحن من خير شجرة أنبتت فروعا نامية وأثمارا زاكية وأبدانا قائمة، فيها أصل الإسلام وعلم النبوة، فعلونا حين شمخ بنا الفخر واستطلنا حين امتنع بنا العز، ونحن بحور زاخرة لا تنزف وجبال شامخة لا تقهر! فقال مروان بن الحكم: مدحت نفسك وشمخت بأنفك، هيهات هيهات يا حسن نحن والله الملوك السادة والأعزة القادة، لا تبجحن فليس لك عز مثل عزنا ولا فخر كفخرنا، ثم أنشأ يقول:
شفينا أنفسا طابت وقورا * فنالت عزها فيمن يلينا فأبنا بالغنيمة حيث أبنا * وأبنا بالملوك مقرنينا ... فتكلم الحسن (عليه السلام) فقال: يا مروان أجبنا وخورا وضعفا وعجزا! زعم أني