؟ فقال: نعم، فقلت: فما صفة العصمة فيه؟ وبأي شئ يعرف؟ فقال: إن جميع الذنوب أربعة أوجه لا خامس لها: الحرص والحسد والغضب والشهوة فهذه منفية عنه! لا يجوز أن يكون حريصا على هذه الدنيا وهي تحت خاتمه لأنه خازن المسلمين فعلى ماذا يحرص، ولا يجوز أن يكون حسودا لأن الإنسان إنما يحسد من فوقه وليس فوقه أحد فكيف يحسد من هو دونه؟!
ولا يجوز أن يغضب لشئ من أمور الدنيا إلا أن يكون غضبه لله عز وجل، فإن الله عز وجل قد فرض عليه إقامة الحدود وأن لا تأخذه في الله لومة لائم ولا رأفة في دينه حتى يقيم حدود الله عز وجل. ولا يجوز له أن يتبع الشهوات ويؤثر الدنيا على الآخرة لأن الله عز وجل حبب إليه الآخرة كما حبب إلينا الدنيا فهو ينظر إلى الآخرة كما ننظر إلى الدنيا، فهل رأيت أحدا ترك وجها حسنا لوجه قبيح، وطعاما طيبا لطعام مر، وثوبا لينا لثوب خشن، ونعمة دائمة باقية لدنيا زائلة فانية)؟! (وأمالي الصدوق / 731، ومعاني الأخبار / 133).
مطرود النبي (صلى الله عليه وآله) من المدينة طرده منها المسلمون ثانية عندما ثار الصحابة وأهل المدينة على يزيد، طردوا مروان وبني أمية ولم يقتلوهم وأخذوا عليهم (العهود والمواثيق أن لا يدلوا على عورة لهم ولا يظاهروا عليهم عدوا، فلما لقيهم مسلم بن عقبة بوادي القرى قال مروان لابنه عبد الملك: أدخل عليه قبلي لعله يجتزئ بك مني فدخل عليه عبد الملك فقال له مسلم: هات ما عندك أخبرني خبر الناس وكيف ترى؟ فقال: نعم ثم أخبره بخبر أهل المدينة ودله على عوراتهم وكيف يؤتون ومن أين يدخل عليهم). (الطبقات: 5 / 225).
وقبل خروجه مطرودا طلب من ابن عمر أن يحمي له نسائه وأطفاله فرفض: (فأتى