رأيا وفضلا وبأسا فلما أجبناك خرجت إلى هذا الأعرابي من كلب تبايع لابن أخته؟! قال فتقولون ماذا؟ قالوا: نصرف الرايات وننزل فنظهر البيعة لابن الزبير ففعل وبايعه الناس)! انتهى. وقد كانت لعبة من الضحاك الفهري ضد قبائل الشام وبني أمية، ليجمعهم ويجبرهم على بيعة ابن الزبير! فقد وصف الطبري وابن عساكر انهيار مروان على أثرها، ويأسه من أن يستطيع ابن بحدل وبني كلب مقاومة الموجة، فتوجه إلى مكة ليبايع ابن الزبير ويأخذ منه الأمان!
(وكتب الضحاك إلى أمراء الأجناد ممن دعا إلى ابن الزبير فأتوه، فلما رأى ذلك مروان خرج يريد ابن الزبير ليبايع له ويأخذ منه أمانا لبني أمية! وخرج معه عمرو بن سعيد فلما كانوا بأذرعات لقيهم عبيد الله بن زياد مقبلا من العراق فأخبروه بما أرادوا فقال لمروان: سبحان الله أرضيت لنفسك بهذا؟! أتبايع لأبي خبيب وأنت سيد قريش وشيخ بني عبد مناف والله لأنت أولى بها منه! فقال له مروان: فما الرأي؟ قال الرأي أن ترجع وتدعو إلى نفسك وأنا أكفيك قريشا ومواليها فلا يخالفك منهم أحد، فرجع مروان وعمرو بن سعيد)! انتهى وذكر الطبري: 3 / 278، أن مروان رجع من حوران بنصيحة ابن زياد: (فسار وهو يقول: ما فات شئ بعد)!
وقال الذهبي في سيره: 3 / 537: (حسان بن مالك بن بحدل... الكلبي من أمراء معاوية يوم صفين وهو الذي شد من مروان بن الحكم وبايعه. قال الكلبي: سلموا بالخلافة على حسان أربعين ليلة ثم سلم الأمر إلى مروان)! انتهى.
وذكر الطبري: 3 / 281، فعالية حسان بن بحدل الكلبي في تحريك قبائل الشام الكلبيين والغساسنة، وانه سيطر على الأردن وفلسطين، ثم جاء إلى الجابية ودعا إلى بيعة نفسه، ثم إلى بيعة ابن أخته خالد بن يزيد، قال: (وافوا حسان بالجابية فصلى بهم حسان أربعين يوما والناس يتشاورون... وكان الناس بالجابية لهم أهواء مختلفة، فأما مالك بن هبيرة السكوني فكان يهوى هوى بني يزيد بن معاوية