المؤمنين (عليه السلام) فكلماه فيه فخلى سبيله! فقالا له: يبايعك يا أمير المؤمنين؟ فقال (عليه السلام): أولم يبايعني بعد قتل عثمان؟! لا حاجة لي في بيعته! إنها كف يهودية لو بايعني بكفه لغدر بسبته (بمقعده)! أما إن له إمرة كلعقة الكلب أنفه، وهو أبو الأكبش الأربعة وستلقى الأمة منه ومن ولده يوما أحمر). (نهج البلاغة: 1 / 123).
وفي كتاب الأم للشافعي: 4 / 229 أن مروانا قال لعلي بن الحسين (عليه السلام): (ما رأيت أحدا أكرم غلبة من أبيك! ما هو إلا أن ولينا يوم الجمل فنادى مناديه: لا يقتل مدبر ولا يذفف على جريح). (ومجموع النووي: 19 / 202، وسنن البيهقي: 8 / 181).
وقالوا إن مروان يومئذ شم رائحة الخجل: (لما انهزم الناس يوم الجمل اجتمع معه طائفة من قريش فيهم مروان بن الحكم فقال بعضهم لبعض: والله لقد ظلمنا هذا الرجل ونكثنا بيعته من غير حدث! والله لقد ظهر علينا فما رأينا قط أكرم سيرة منه ولا أحسن عفوا بعد رسول الله. تعالوا حتى ندخل عليه ونعتذر إليه فيما صنعناه! قال: فصرنا إلى بابه فاستأذناه فأذن لنا، فلما مثلنا بين يديه جعل متكلمنا يتكلم فقال (عليه السلام): أنصتوا أكفكم، إنما أنا بشر مثلكم فإن قلت حقا فصدقوني وإن قلت باطلا فردوا علي، أنشدكم الله أتعلمون أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قبض وأنا أولى الناس به وبالناس من بعده؟ قلنا: اللهم نعم، قال: فعدلتم عني وبايعتم أبا بكر فأمسكت ولم أحب أن أشق عصا المسلمين وأفرق بين جماعاتهم. ثم إن أبا بكر جعلها لعمر من بعده فكففت ولم أهج الناس وقد علمت أني كنت أولى الناس بالله وبرسوله (صلى الله عليه وآله) وبمقامه فصبرت حتى قتل وجعلني سادس ستة فكففت ولم أحب أن أفرق بين المسلمين. ثم بايعتم عثمان فطغيتم عليه وقتلتموه وأنا جالس في بيتي وأتيتموني وبايعتموني كما بايعتم أبا بكر وعمر ووفيتم لهما ولم تفوا لي! فما الذي منعكم من نكث بيعتهما ودعاكم إلى نكث