مدحت نفسي وأنا ابن رسول الله، وشمخت بأنفي وأنا سيد شباب أهل الجنة، وإنما يبذخ ويتكبر ويلك من يريد رفع نفسه، ويتبجح من يريد الإستطالة، فأما نحن فأهل بيت الرحمة ومعدن الكرامة وموضع الخيرة، وكنز الإيمان ورمح الإسلام وسيف الدين. ألا تصمت ثكلتك أمك قبل أن أرميك بالهوائل وأسمك بميسم تستغني به عن اسمك، فأما إيابك بالنهاب والملوك! أفي اليوم الذي وليت فيه مهزوما، وانجحرت مذعورا فكانت غنيمتك هزيمتك، وغدرك بطلحة حين غدرت به فقتلته! قبحا لك ما أغلظ جلدة وجهك! فنكس مروان رأسه وبقي مغيرة مبهوتا).
ثم أجاب الإمام (عليه السلام) المغيرة بن شعبة شبيها بجوابه لمروان... فقال معاوية: إرجع يا مغيرة هؤلاء بنو عبد مناف لا تقاومهم الصناديد ولا تفاخرهم المذاويد! ثم أقسم على الحسن بالسكوت فسكت). انتهى.
أقول: وهكذا جعل معاوية بدهائه الفخر لبني عبد مناف، الجد المشترك لبني أمية وهاشم، ليقول لهم بذلك إن الحسن (عليه السلام) منا نحن بني عبد مناف!
كما ينبغي الإلفات إلى حقيقة عظيمة ذكرها الإمام الحسن (عليه السلام) وهي الغنى الخاص الذي يعطيه اختيار الله تعالى للنبي (صلى الله عليه وآله) وعترته الطاهرين (عليهم السلام)، فهو حالتهم النفسية وحديثهم عن أنفسهم يختلف عن الآخرين! قال (عليه السلام): (زعم أني مدحت نفسي وأنا ابن رسول الله، وشمخت بأنفي وأنا سيد شباب أهل الجنة، وإنما يبذخ ويتكبر ويلك من يريد رفع نفسه ويتبجح من يريد الإستطالة.. الخ.).
وقد أوضحت هذه الحقيقة رواية الصدوق في الخصال / 215: (عن محمد بن أبي عمير قال: ما سمعت ولا استفدت من هشام بن الحكم في طول صحبتي له شيئا أحسن من هذا الكلام في عصمة الإمام، فإني سألته يوما عن الإمام أهو معصوم