وفي الكافي: 5 / 56: عن الإمام الرضا (عليه السلام): (لتأمرون بالمعروف ولتنهن عن المنكر أو ليستعملن عليكم شراركم فيدعو خياركم فلا يستجاب لهم). انتهى.
وعليه، فالأمة عندما نكثت بيعتها لعلي (عليه السلام) يوم الغدير، وخالفت وصايا النبي (صلى الله عليه وآله) المتكررة بعترته أهل بيته (عليهم السلام)، لم تكن تستحق قيادة أفضل من زعامة قبائل قريش! وقد استمرت هذه الحالة حتى طفح كيل الأمويين في عهد عثمان، وكظ الأمة ظلمهم والجوع، فاتجهت جماهيرها إلى أهل البيت النبوي هاتفة: لا نبايع إلا عليا، مالها غيرك يا أبا الحسن! وهذا يعني أن مضمون الخير في الأمة ارتفع إلى مستوى استحقت به أن تطيع نبيها (صلى الله عليه وآله)، فيقودها علي (عليه السلام)!
ومن المحتمل أن تكون حالتها تلك استثناء طلبه النبي (صلى الله عليه وآله) من ربه، فقد أخبر عليا (عليه السلام) بأن الأمة ستغدر به بعده، ثم يأتي يوم تطلب منه أن يتولى أمرها!
ومهما يكن، فإنا نتعجب عندما نجد أن عامة الصحابة وأهل الحل والعقد في الأمة، نقموا على ظلم عثمان وتسليطه بني أمية على رقاب المسلمين، وطالبوه أن يعزل نفسه فلم يفعل، فقتلوه وجاؤوا بعلي (عليه السلام) منقذا لهم من تسلط بني أمية.. ثم لم يمض إلا وقت قصير من حكم علي حتى حنوا إلى ظلم بني أمية وناصروا معاوية على علي (عليه السلام) مع أنهم شهدوا جميعا بعدالة علي وظلم معاوية وبني أمية!
وقد بلغ من هوس رؤساء قبائلهم وقادة جيوشهم بالعودة إلى ظلم بني أمية أنهم أخذوا يعملون جديا لقتل علي (عليه السلام) ثم لقتل الإمام الحسن (عليه السلام) نجل علي (عليه السلام) وسبط النبي (صلى الله عليه وآله) أو أسره وتسليمه وتسليم الأمة إلى معاوية!
فما معنى هذا التحول ضد بني أمية وقريش، ثم هذه الرجوع السريع إليهم؟!
يمكن أن نقول بميزان المعادلات والقوى السياسية:
إن قريشا وبني أمية كانوا متجذرين ماديا في أجهزة الدولة، وكان لهم في