عليه، ثم ذكر ابنه يزيد في خطبته وقال: من أحق بالخلافة من ابني يزيد في فضله وهديه ومذهبه وموضعه من قريش! والله إني لأرى قوما يعيبونه وما أظنهم بمقلعين ولا منتهين حتى يصيبهم مني بوائق تجب أصولهم... قال: ثم ذكر عبد الرحمن بن أبي بكر وعبد الله بن عمر وعبد الله بن الزبير والحسين بن علي وقال: والله لئن لم يبايعوا ليزيد لأفعلن ولأفعلن! قال: ثم نزل عن المنبر ودخل إلى منزله، وبلغ ذلك عائشة فأقبلت حتى دخلت مغضبة عليه وقالت: يا معاوية! ما كفاك أنك قتلت أخي محمد بن أبي بكر وأحرقته بالنار حتى قدمت المدينة وأخذت بالوقيعة في أبناء الصحابة وأنت من الطلقاء الذين لا تحل لهم الخلافة وكان أبوك من الأحزاب! فخبرني ما كان يؤمنك مني إن أبعث إليك من يقتلك بأخي محمد وآخذ بثأري! قال فقال لها معاوية: يا أم المؤمنين! أما أخوك محمد فلم أقتله ولم آمر بذلك... فقالت عائشة: لعمري أنت في بيت أمان ولكن بلغني عنك أنك تهددت أخي عبد الرحمن بن أبي بكر وابن عمر وابن أخت عبد الله بن الزبير والحسين بن فاطمة، وليس مثلك من يتهدد مثل هؤلاء! فقال معاوية: مهلا يا أم المؤمنين! فهو أعز علي من بصري لكني أخذت البيعة لابني يزيد وقد بايعه كافة المسلمين أفتريني أنقض بيعة قد ثبتت وتأكدت وأن يخلع الناس عهودهم! فقالت عائشة: إني لا أرى ذلك ولكن عليك بالرفق والتأني...
ثم أرسل إلى عبد الله بن عباس فدعاه فلما دخل عليه قرب مجلسه ثم قال: يا بن عباس! أنتم بنو هاشم وأنتم أحق الناس بنا وأولاهم بمودتنا لأننا بنو عبد مناف وإنما بعد بيننا وبينكم هذا الملك، وقد كان هذا الأمر في تيم وعدي فلم يعترضوا عليهم ولم يظهروا لهم من المباعدة..). إلى آخر المناقشات الطويلة.
11 - خرج معاوية من المدينة غاضبا، بعد أن وزع العطاء المقرر من بيت