المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: إن هؤلاء الرهط سادة المسلمين وخيارهم، لا نستبد بأمر دونهم ولا نقضي أمرا إلا عن مشورتهم، وإنهم قد رضوا وبايعوا ليزيد بن أمير المؤمنين من بعده فبايعوا بسم الله، فضربوا على يديه ثم جلس على راحلته وانصرف، فلقيهم الناس فقالوا: فما منعكم أن تردوا على الرجل إذ كذب؟! وفي رواية: فراح معاوية فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: إنا وجدنا أحاديث الناس ذوات عوار، زعموا أن ابن عمر وابن الزبير وابن أبي بكر الصديق لم يبايعوا يزيد قد سمعوا وأطاعوا وبايعوا له، فقال أهل الشام: لا والله لا نرضى حتى يبايعوا على رؤوس الناس وإلا ضربنا أعناقهم فقال: مه سبحان الله ما أسرع الناس إلى قريش بالسوء، لا أسمع هذه المقالة من أحد بعد اليوم ثم نزل.
فقال الناس: بايع ابن عمر وابن الزبير وابن أبي بكر، ويقولون: لا والله ما بايعنا. ويقول الناس: بلى لقد بايعتم، وارتحل معاوية فلحق بالشام...
وفي رواية: ثم خرج وخرجوا معه حتى رقي المنبر (عند الكعبة) فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: إن هؤلاء الرهط سادة المسلمين وخيارهم، لا يبتز أمر دونهم ولا يقضى إلا عن مشورتهم وإنهم قد رضوا وبايعوا ليزيد فبايعوا على اسم الله! فبايع الناس وكانوا يتربصون بيعة هؤلاء النفر، ثم ركب رواحله وانصرف، فلقي الناس أولئك النفر فقالوا لهم: زعمتم أنكم لا تبايعون فلم؟! أرضيتم وأعطيتم وبايعتم؟! قالوا: والله ما فعلنا. فقالوا: ما منعكم أن تردوا على الرجل؟ قالوا: كادنا وخفنا القتل). (تاريخ ابن خياط / 160، وتاريخ الخلفاء / 154 والإمامة والسياسة: 1 / 161، وطبعة: 1 / 149 و: 1 / 210، والعواصم / 223 والمنتظم: 5 / 286، وفتوح ابن الأعثم: 4 / 339).
أقول: هذه روايات المحبين لمعاوية وأمثاله! الذين جعلوهم ميزانا يتولون المسلمين عليهم، ويكفرون الذين يتبرؤون منهم!