واحترسوا من الظنة ما دام معاوية حيا، فإن يحدث الله به حدثا وأنا حي كتبت إليكم برأيي والسلام). (ونحوه في اليعقوبي: 2 / 228).
وفي تاريخ دمشق: 14 / 205: (وكان أهل الكوفة يكتبون إلى حسين بن علي يدعونه إلى الخروج إليهم في خلافة معاوية كل ذلك بأبي، فقدم منهم قوم إلى محمد بن الحنفية فطلبوا إليه أن يخرج معهم فأبى، وجاء إلى الحسين فأخبره بما عرضوا عليه فقال: إن القوم إنما يريدون أن يأكلوا بنا ويشيطوا دماءنا)!
ثم ذكر ابن عساكر بعده أن الإمام الحسين (عليه السلام) قال لهم: (إني أرجو أن يعطي الله أخي على نيته في حبه الكف وأن يعطيني على نيتي في حبي جهاد الظالمين) وأنه بسبب ذلك كتب مروان إلى معاوية: (إني لست آمن أن يكون حسين مرصدا للفتنة وأظن يومكم من حسين طويلا). فكتب معاوية إلى الحسين: (إن من أعطى الله صفقة يمينه وعهده لجدير بالوفاء، وقد أنبئت أن قوما من أهل الكوفة قد دعوك إلى الشقاق، وأهل العراق من قد جربت قد أفسدوا على أبيك وأخيك، فاتق الله واذكر الميثاق...! فكتب إليه الحسين: أتاني كتابك وأنا بغير الذي بلغك عني جدير والحسنات لا يهدي لها إلا الله، وما أردت لك محاربة ولا عليك خلافا، وما أظن لي عند الله عذرا في ترك جهادك، ولا أعلم فتنة أعظم من ولايتك أمر هذه الأمة! فقال معاوية إن أثرنا بأبي عبد الله إلا أسدا. وكتب إليه معاوية أيضا في بعض ما بلغه عنه: إني لأظن أن في رأسك نزوة فوددت أني أدركها فأغفرها لك). انتهى.
أقول: بهذا تعرف أن رواة الخلافة يدسون السم عندما يفرقون بين موقف الإمامين الحسنين (عليه السلام) ليجدوا المبرر لمعاوية ويزيد في قتلهما الإمام الحسين (عليه السلام)! ولذلك أكثروا من أمثال الرواية التالية التي تتحدث عن تحير الإمام الحسين (عليه السلام)