الصلح ومنها إصطخر. وهو خارج عن موضوعنا.
كما أن رواياتهم في أن النبي (صلى الله عليه وآله) نهى عن الغزو في البحر تكذبها رواية بخاري موضوع البحث، بل كل القضية أن أبا بكر وعمر كانا يخافان من البحر!
وقد روت عامة مصادرهم غزوة العلاء مثل: الطبقات: 4 / 361، وتاريخ دمشق: 60 / 37، وأسد الغابة: 4 / 7، وسير الذهبي: 1 / 264، والإصابة: 2 / 288، وفتوح البلاذري: 1 / 104، والنهاية: 7 / 146، وابن خلدون: 7 / 240، وحلية الأولياء: 1 / 8، والاستيعاب: 3 / 1087، والمنتظم: 4 / 242، والاكتفاء من مغازي رسول الله للكلاعي: 4 / 317، والتراتيب الإدارية: 1 / 370، وغيرها).
فأين ذهبت منقبة معاوية وغزوته المزعومة، التي كانت بعد غزوة العلاء بعشر سنين وأكثر! لأنها في سنة 28 عندما أذن لهم عثمان بركوب البحر!
لكن عين محبي معاوية لم تنكسر بغزوة العلاء، فتراهم يصرون على تعسفهم ليجعلوا معاوية أول من غزا في البحر! قال ابن حجر في فتح الباري: 11 / 63 و: 6 / 57: (ومعاوية أول من ركب البحر للغزاة وذلك في خلافة عثمان).
مع أنه شكك بعدها في أن معاوية قائد الغزوة أم لا؟ قال في: 11 / 65: (في حديث أم حرام أن أمير الغزوة كان معاوية وفي رواية أخرى أن أميرها كان المنذر بن الزبير). انتهى. وكذا شكك فيه ابن عبد البر قال في الإستيعاب: 4 / 1931: (ويقال إن معاوية غزا تلك الغزاة بنفسه، ومعه أيضا امرأته فاختة بنت قرظة). وفي النجوم الزاهرة: 1 / 235 عن موسى بن نصير: (في سنة تسع عشرة ولاه معاوية بن أبي سفيان غزو البحر فغزا قبرس وبنى بها حصونا).
الخامسة، الصحيح أن معاوية لم يكن قائدا لأي غزوة أو معركة في الفتوحات ولا غيرها، ولا شارك في قتال أبدا حتى في صفين! ويشير النص التالي إلى أن معاوية كان في غزوة قبرص ينتظر الجيش في الساحل بطرسوس!