أحقن به دمي وأومن به في أهلي خير من أن يقتلوني فتضيع أهل بيتي وأهلي! والله لو قاتلت معاوية لأخذوا بعنقي حتى يدفعوني إليه سلما! والله لئن أسالمه وأنا عزيز خير من أن يقتلني وأنا أسير أو يمن علي فيكون سبة على بني هاشم آخر الدهر لمعاوية، لا يزال يمن بها وعقبه على الحي منا والميت!). (الإحتجاج: 2 / 10).
وفي الخرائج: 2 / 574: (لما مات علي جاء الناس إلى الحسن بن علي (عليهما السلام) فقالوا له: أنت خليفة أبيك ووصيه ونحن السامعون المطيعون لك فمرنا بأمرك. قال (عليه السلام): كذبتم! والله ما وفيتم لمن كان خيرا مني فكيف تفون لي؟! وكيف أطمئن إليكم وأثق بكم؟! إن كنتم صادقين فموعد ما بيني وبينكم معسكر المدائن فوافوني هناك. فركب وركب معه من أراد الخروج، وتخلف عنه خلق كثير لم يفوا بما قالوه وبما وعدوه، وغروه كما غروا أمير المؤمنين (عليه السلام) من قبله!
وأورد رواية أخرى جاء فيها قوله (عليه السلام): قد غررتموني كما غررتم من كان قبلي، مع أي إمام تقاتلون بعدي؟! مع الكافر الظالم الذي لم يؤمن بالله ولا برسوله قط ولا أظهر الإسلام هو ولا بنو أمية إلا فرقا من السيف؟! ولو لم يبق لبني أمية إلا عجوز درداء لبغت دين الله عوجا! وهكذا قال رسول الله (صلى الله عليه وآله)).
وفي طريقه إلى مكان التجمع الموعود في المدائن، قام الإمام (عليه السلام) بامتحان جيشه ليكشف المطيعين له من الكاذبين، ويثبت للناس والتاريخ حقيقة الذين استجابوا لدعوته في الظاهر، وتحركوا معه لقتال معاوية!
ففي مقاتل الطالبيين / 40: (وأخذ الحسن (عليه السلام) على حمام عمر (اسم قرية) حتى أتى دير كعب ثم بكر فنزل ساباط دون القنطرة، فلما أصبح نادى في الناس: الصلاة جامعة، فاجتمعوا فصعد المنبر فخطبهم فقال: الحمد لله كلما حمده حامد، وأشهد أن لا إله إلا الله كلما شهد له شاهد، وأشهد أن محمدا رسول الله،