قال المفيد (رحمه الله) في الإرشاد: 2 / 14: (وكتب جماعة من رؤساء القبائل إلى معاوية بالطاعة له في السر، واستحثوه على السير نحوهم، وضمنوا له تسليم الحسن (عليه السلام) إليه عند دنوهم من عسكره، أو الفتك به، وبلغ الحسن ذلك!). انتهى.
فأرسل إليهم معاوية يحثهم على أن يضربوا ضربتهم في أقرب فرصة!
قال الصدوق (رحمه الله) في علل الشرائع: 1 / 220: (دس معاوية إلى عمرو بن حريث، والأشعث بن قيس، والى حجر بن الحجر، وشبث بن ربعي، دسيسا أفرد كل واحد منهم بعين من عيونه، أنك إن قتلت الحسن بن علي فلك مائتا ألف درهم، وجند من أجناد الشام، وبنت من بناتي! فبلغ الحسن (عليه السلام) ذلك فاستلأم ولبس درعا وكفرها، وكان يحترز ولا يتقدم للصلاة بهم إلا كذلك، فرماه أحدهم في الصلاة بسهم فلم يثبت فيه لما عليه من اللأمة، فلما صار في مظلم ساباط ضربه أحدهم بخنجر مسموم، فعمل فيه الخنجر فأمر (عليه السلام) أن يعدل به إلى بطن جريحي (المدائن) وعليها عم المختار بن أبي عبيد مسعود بن قيلة، فقال المختار لعمه: تعال حتى نأخذ الحسن ونسلمه إلى معاوية فيجعل لنا العراق، فبدر بذلك الشيعة من قول المختار لعمه، فهموا بقتل المختار فتلطف عمه لمسألة الشيعة بالعفو عن المختار ففعلوا! فقال الحسن (عليه السلام): ويلكم والله إن معاوية لا يفي لأحد منكم بما ضمنه في قتلي! وإني أظن أني إن وضعت يدي في يده فأسالمه لم يتركني أدين بدين جدي (صلى الله عليه وآله) وأني أقدر أن أعبد الله وحدي! ولكني كأني أنظر إلى أبنائكم واقفين على أبواب أبنائهم يستسقونهم ويستطعمونهم بما جعله الله لهم فلا يسقون ولا يطعمون! فبعدا وسحقا لما كسبته أيديكم: وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون! فجعلوا يعتذرون بما لا عذر لهم فيه، فكتب الحسن (عليه السلام) من فوره ذلك إلى معاوية: أما بعد، فإن خطبي انتهى إلى اليأس من حق أحييه،