عائشة إلى ابن أبي عتيق تسأله أن يعيرها بغلة له لترسل عليها رسولا في حاجة لها فقال لرسولها: قل لها والله ما غسلنا رؤوسنا من عار يوم الجمل أفمن رأيك أن تأتينا بيوم البغلة؟!). انتهى. وإن صحت فهي بغلة أخرى غير بلغة مروان!
* * أما الجاحظ والآلوسي وأمثالهما، فرأوا أنه لا يمكن تغطية البغلة! فأنكروا الحادثة من أساسها، فروى الجاحظ في رسائله / 238، وفي كتابه: البغال / 4، قصة ركوبها على البغلة لتصلح بين حيين من قريش! ثم قال: (هذا حفظك الله حديث مصنوع ومن توليد الروافض فظن الذي ولد هذا الحديث أنه إذا أضافه إلى ابن أبي عتيق وجعله نادرة وملحة أنه سيشيع ويجري عند الناس مجرى الخبر عن أم حبيبة وصفية. ولو عرف الذي اخترع هذا الحديث طاعة الناس لعائشة لما طمع في جواز هذا عنه). انتهى. يقصد الجاحظ أن الناس يطيعون عائشة ولا تحتاج إلى ركوب! لكن كلامه لو صح لا ينفي حاجتها إلى الحضور لمنع القتال المفروض، فقد احتاج إلى ذلك النبي (صلى الله عليه وآله) عندما أوقع اليهود الفتنة بين حيين من الأنصار وتواعدوا الحرب في الحرة. (سيرة ابن هشام: 3 / 94).
وقال الآلوسي في تفسيره: 22 / 7: (ولهم (الشيعة) في هذا الباب أكاذيب لا يعول عليها ولا يلتفت أريب إليها، منها أن عائشة أذنت للحسن حين استأذنها في الدفن في الحجرة المباركة، ثم ندمت بعد وفاته وركبت على بغلة لها وأتت المسجد ومنعت الدفن ورمت السهام على جنازته الشريفة الظاهرة وادعت الميراث. وأنشأ ابن عباس يقول: تجملت تبلغت.. وإن عشت تفيلت.. لك التسع من الثمن.. فكيف الكل ملكت! وركاكة هذا الشعر تنادي بكذب نسبته إلى ذلك الحبر رضي الله تعالى عنه! وليت شعري أي حاجة لها إلى الركوب ومسكنها