ففي تاريخ دمشق: 13 / 291: (لما بلغ مروان بن الحكم أنهم قد أجمعوا أن يدفنوا الحسن بن علي مع رسول الله (ص) جاء إلى سعيد بن العاص وهو عامل المدينة فذكر ذلك له فقال: ما أنت صانع في أمرهم؟ فقال: لست منهم في شئ ولست حائلا بينهم وبين ذلك. قال: فخلني وإياهم! فقال: أنت وذاك! فجمع لهم مروان من كان هناك من بني أمية وحشمهم ومواليهم، وبلغ ذلك حسينا فجاء هو ومن معه في السلاح ليدفن حسنا في بيت النبي (ص) وأقبل مروان في أصحابه وهو يقول: يا رب هيجا هي خير من دعة! أيدفن عثمان بالبقيع ويدفن حسن في بيت النبي (ص) والله لا يكون ذلك أبدا وأنا أحمل السيف).
وقال الذهبي في سير أعلام النبلاء: 3 / 276: (فانتهى حسين إلى قبر النبي (ص) فقال: إحفروا فنكب عنه سعيد بن العاص يعني أمير المدينة فاعتزل، وصاح مروان في بني أمية ولبسوا السلاح! فقال له حسين: يا ابن الزرقاء مالك ولهذا؟ أوال أنت؟ فقال: لا تخلص إلى هذا وأنا حي! فصاح حسين بحلف الفضول فاجتمعت هاشم وتيم وزهرة وأسد في السلاح، وعقد مروان لواء وكانت بينهم مراماة). انتهى.
وقول رواتهم إن بني هاشم أجمعوا أن يدفنوا الإمام الحسن (عليه السلام) مع النبي (صلى الله عليه وآله) وقولهم إن الإمام الحسين (عليه السلام) قال لهم: إحفروا هنا، من مكذوباتهم ليبرروا استنفارهم ويسجلوا على بني هاشم أنهم تراجعوا أمامهم وأمام قريش، ولو مرة في التاريخ! والصحيح أن بني هاشم كانوا مطيعين للإمام الحسين (عليه السلام) وكان هو ينفذ وصية أخيه بأن يجددوا عهده بقبر جده (صلى الله عليه وآله) ولم يصدر عن الحسين (عليه السلام) حرف بأنه يريد أكثر من ذلك! بل قام بتسكيت بني هاشم وأنصارهم وكف سيوفهم وألسنتهم، وأمرهم بالإنتظار حتى يفتحوا باب الحجرة النبوية فيزوروا الجنازة القبر الشريف وينطلقوا بها إلى البقيع. ولا بد أن بني أمية