والسؤال: لماذا لم تكتف عائشة بالتراجع، وتترك مواجهة بني هاشم للدولة ومروان، خاصة أن بني أمية استنفروا مع لفهم من مرتزقة! ولماذا أقفلت الحجرة النبوية وذهبت إلى بيتها، ولم تثق بكلام الحسين (عليه السلام) وهي تعرف أنه صادق؟
الجواب: أنهم تعمدوا قفل الحجرة النبوية وأخذت عائشة المفتاح، ولما رأى مروان إصرارهم على زيارة الجنازة للقبر الشريف خاف أن يدفنوه عند النبي (صلى الله عليه وآله) وذهب وأتى بعائشة لتواجههم ويكون هو من ورائها! لقد كان مروان حريصا لتبييض وجهه مع معاوية على تصوير الأمر كأنه معركة كاملة، وكان في نفس الوقت خائفا! فركض مسرعا إلى منزل عائشة البعيد عن المسجد وجاء بها على بغله وصور لها كما صور لمعاوية أن بني هاشم مصرون على دفن الإمام الحسن (عليه السلام) عند جده (صلى الله عليه وآله) بالقوة، وأنه البطل الذي وقف وأجبرهم على التراجع!
والسؤال الثالث: إن عائشة من بني تيم، وهم عضو في حلف الفضول مع بني هاشم وبني زهرة وبني أسد بن عبد العزى. وقد دعا الإمام الحسين (عليه السلام) بحلف الفضول لمساعدته على دفع ظلم بني أمية، فاستجاب له بنو زهرة بقيادة المسور بن مخرمة، وبنو ليث بقيادة جعونة بن شعوب، فلماذا لم يستجب بنو تيم بقيادة أحد أبناء أبي بكر أو أبناء طلحة ووقفت عائشة ضد تحالفها الطبيعي الشرعي؟!
والجواب: أن أبناء السلطة يتكلمون بالقيم القبلية والعربية، لكن إذا جد الجد وتعارضت مصلحتهم السياسية معها يسحقونها بأقدامهم! وأكبر دليل على ذلك أن الاعتداء على المرأة عار عند جميع قبائل العرب، ورسول الله (صلى الله عليه وآله) أقدس شخصية عند العرب، ومع ذلك تجرؤوا على ابنة رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعترته ونسائه!
وقد ادعى الحارث التيمي في رواية الطبقات في ترجمة الإمام الحسن (عليه السلام) / 88، (قال: حضرت بنو تيم يومئذ حين دعا الحسين بن علي بحلف الفضول). انتهى.