قال المزي في تهذيب الكمال: 6 / 251: (وقال ابن عون، عن عمير بن إسحاق: دخلت أنا ورجل من قريش على الحسن بن علي فقال فدخل المخرج (الميضأة) ثم خرج فقال: لقد لفظت طائفة من كبدي أقلبها بهذا العود، ولقد سقيت السم مرارا وما سقيته مرة هي أشد من هذه. قال: وجعل يقول لذلك الرجل: سلني قبل أن لا تسألني، قال: ما أسألك شيئا يعافيك الله، قال: فخرجنا من عنده ثم عدنا إليه من غد وقد أخذ في السوق (الاحتضار) فجاء حسين حتى قعد عند رأسه فقال: أي أخي من صاحبك؟ قال: تريد قتله؟ قال: نعم، قال: لئن كان صاحبي الذي أظن، لله أشد لي نقمة وإن لم يكنه ما أحب أن تقتل بي بريئا). (مصنف ابن أبي شيبة: 8 / 631، وسير أعلام النبلاء: 3 / 273، وتاريخ دمشق: 13 / 283، والاستيعاب / 279، وطبعة أخرى: 1 / 390، والسيرة الحلبية: 3 / 360، ومروج الذهب / 658،, وسمت النجوم العوالي / 854، والجوهرة للبري / 564، ومقاتل الطالبيين / 48، والإرشاد: 2 / 16، ومناقب آل أبي طالب: 3 / 202، وذخائر العقبى / 141، والعدد القوية / 352، والبحار: 44 / 158).
أقول: لا يمكن قبول الفقرة الأخيرة من الرواية، لأن معناها أن الإمام (عليه السلام) كان يظن ظنا بمن سمه ولا يجزم! وأن الإمام الحسين (عليه السلام) لا يعرف عن القاتل شيئا! يريدون بهذا تبرئة معاوية، لأن المقتول لم يتهمه ولا اتهم عملائه بل ظن ظنا!! ويكفي لرده عندنا عصمة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) ويضاف إليها تصريح الإمام الحسن (عليه السلام) بأنه سيقتل بالسم بيد زوجته جعدة، كما تقدم من الخرائج: 1 / 241 والمناقب: 3 / 175، وكتاب سليم / 363.
ثم إن روايتهم هذه ترجع في كل مصادرهم إلى عمير بن إسحاق بن يسار، والفقرة الأخيرة منها مشكوكة لأن بعض المصادر كابن حجر في الإصابة: 2 / 66، رواها إلى قوله: (فأبى أن يخبره) وليس فيها ذكر لظن الإمام الحسن (عليه السلام) وخوفه أن يقتل به برئ! وقد اضطرب فيها ابن كثير في النهاية: 8 / 46 وصرح أن هذه الزيادة