أمالي الطوسي / 82 عن ابن سيرين قال: (سمعت غير واحد من مشيخة أهل البصرة يقولون: لما فرغ علي بن أبي طالب من الجمل عرض له مرض وحضرت الجمعة فتأخر عنها، وقال لابنه الحسن: انطلق يا بني فجمع بالناس، فأقبل الحسن إلى المسجد، فلما استقل على المنبر حمد الله وأثنى عليه وتشهد وصلى على رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقال: أيها الناس: إن الله اختارنا بالنبوة واصطفانا على خلقه وأنزل علينا كتابه ووحيه، وأيم الله لا ينقصنا أحد من حقنا شيئا إلا تنقصه الله في عاجل دنياه وآجل آخرته، ولا يكون علينا دولة إلا كانت لنا العاقبة ولتعلمن نبأه بعد حين، ثم جمع بالناس. وبلغ أباه كلامه فلما انصرف إلى أبيه نظر إليه وما ملك عبرته أن سألت على خديه، ثم استدناه إليه فقبل بين عينيه وقال: بأبي أنت وأمي، ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم). (والمحتضر للحسن بن سليمان / 150).
وكذلك في الكوفة: (لما صالح الحسن بن علي (عليهما السلام) معاوية بن أبي سفيان دخل عليه الناس فلامه بعضهم على بيعته فقال (عليه السلام): ويحكم ما تدرون ما عملت! والله الذي عملت خير لشيعتي مما طلعت عليه الشمس أو غربت، ألا تعلمون أنني إمامكم مفترض الطاعة عليكم، وأحد سيدي شباب أهل الجنة بنص من رسول الله (صلى الله عليه وآله) علي؟ قالوا: بلى، قال: أما علمتم أن الخضر (عليه السلام) لما خرق السفينة وأقام الجدار وقتل الغلام كان ذلك سخطا لموسى بن عمران إذ خفي عليه وجه الحكمة في ذلك، وكان ذلك عند الله تعالى ذكره حكمة وصوابا؟ أما علمتم أنه ما منا أحد إلا ويقع في عنقه بيعة لطاغية زمانه إلا القائم الذي يصلي روح الله عيسى بن مريم (عليه السلام) خلفه، فإن الله عز وجل يخفي ولادته ويغيب شخصه لئلا يكون لأحد في عنقه بيعة إذا خرج، ذلك التاسع من ولد أخي الحسين ابن سيدة الإماء، يطيل الله عمره في غيبته ثم يظهره بقدرته في صورة شاب دون أربعين سنة، ذلك ليعلم أن الله على كل شئ قدير). (كمال الدين للصدوق / 316).
* *