في الآفاق والبلدان!! فقال ابن الزبير: هو لذلك أهل! فقال معاوية: أما إنه قد شفى بلابل صدري منك ورمى مقتلك فصرت كالحجل في كف البازي يتلاعب بك كيف أراد! فلا أراك تفتخر على أحد بعدها:
سبق الجواد من المدى والمقيس * فيم الكلام وقد سبقت مبرزا (أي ظهر السبق من المقيس وهو خط البداية في السباق) فقال معاوية: إياي تعني، أما والله لأنبئنك بما يعرفه قلبك ولا ينكره جلساؤك! أنا ابن بطحاء مكة، أنا ابن أجودها جودا وأكرمها جدودا وأوفاها عهودا، أنا ابن من ساد قريشا ناشئا وكهلا.
فقال الحسن: أجل إياك أعني أفعلي تفتخر يا معاوية! أنا ابن ماء السماء وعروق الثرى، وابن من ساد أهل الدنيا بالحسب الثابت والشرف الفائق والقديم السابق، أنا ابن من رضاه رضى الرحمن وسخطه سخط الرحمن فهل لك أب كأبي وقديم كقديمي؟! فإن قلت لا، تغلب! وإن قلت نعم تكذب! فقال معاوية: أقول لا، تصديقا لقولك.
فقال الحسن: الحق أبلج ما تخون سبيله * والصدق يعرفه ذووا الألباب ثم أورد البيهقي ما تقدم من مدح معاوية للإمام الحسن (عليه السلام) وتحريك ابن العجلان ليمدحه، في مقابل بعض بني أمية الطامعين في الخلافة!
ثم أورد مناظرة الإمام (عليه السلام) مع ابن العاص فقال: (واستأذن الحسن بن علي على معاوية وعنده عبد الله ابن جعفر وعمرو بن العاص، فأذن له فلما أقبل قال عمرو: قد جاءكم الأفه العيي...) ومعناه أن معاوية حركه ضد الإمام (عليه السلام) ليناظره ويفضح عمروا وهكذا كان! ثم ذكر البيهقي أن (عمرو بن العاص قال لمعاوية ذات يوم: ابعث إلى الحسن بن علي فمره أن يخطب على المنبر فلعله يحصر، فيكون ذلك مما نعيره به فبعث إليه معاوية فأصعد المنبر وقد جمع له الناس...). وذكر خطبة