مؤتة فقال: عليكم بجعفر فإن هلك فزيد فإن هلك فعبد الله بن رواحة فقتلوا جميعا، أفترى يترك الأمة ولم يبين لهم من الخليفة بعده، ليختاروا هم لأنفسهم الخليفة، كأن رأيهم لأنفسهم أهدى لهم وأرشد من رأيه واختياره! وما ركب القوم ما ركبوا إلا بعد ما بينه، وما تركهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) في عمى ولا شبهة. فأما ما قال الرهط الأربعة الذين تظاهروا على علي (عليه السلام) وكذبوا على رسول الله وزعموا أنه قال: إن الله لم يكن ليجمع لنا أهل البيت النبوة والخلافة، فقد شبهوا على الناس بشهادتهم وكذبهم ومكرهم!
قال معاوية: ما تقول يا حسن؟ قال: يا معاوية قد سمعت ما قلت، وما قال ابن عباس، فالعجب منك يا معاوية ومن قلة حيائك ومن جرأتك على الله حين قلت: قد قتل الله طاغيتكم ورد الأمر إلى معدنه! فأنت يا معاوية معدن الخلافة دوننا؟! ويل لك يا معاوية وللثلاثة قبلك الذين أجلسوك هذا المجلس وسنوا لك هذه السنة! لأقولن كلاما ما أنت أهله ولكني أقول ليسمعه بنو أبي هؤلاء حولي: إن الناس قد اجتمعوا على أمور كثيرة ليس بينهم اختلاف فيها ولا تنازع ولا فرقة، على: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله عبده، والصلوات الخمس، والزكاة المفروضة، وصوم شهر رمضان، وحج البيت، ثم أشياء كثيرة من طاعة الله لا تحصى ولا يعدها إلا الله، واجتمعوا على تحريم الزنا والسرقة والكذب والقطيعة والخيانة، وأشياء كثيرة من معاصي الله لا تحصى ولا يعدها إلا الله، واختلفوا في سنن اقتتلوا فيها وصاروا فرقا يلعن بعضهم بعضا وهي: الولاية، يتبرأ بعضهم عن بعض ويقتل بعضهم بعضا أيهم أحق وأولى بها، إلا فرقة تتبع كتاب الله وسنة نبيه (صلى الله عليه وآله)، فمن أخذ بما عليه أهل القبلة الذي ليس فيه اختلاف ورد علم ما اختلفوا فيه إلى الله، سلم ونجا به من