سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: إن الله عز وجل قال لي: يا محمد: ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم، فأفرد الامتنان علي بفاتحة الكتاب وجعلها بإزاء القرآن العظيم. وإن فاتحة الكتاب أشرف ما في كنوز العرش، وإن الله عز وجل خص محمدا وشرفه بها ولم يشرك معه فيها أحدا من أنبيائه ما خلا سليمان (عليه السلام)). (وعيون أخبار الرضا: 2 / 270).
أقول: رأيت قول الشافعي عن صلاة معاوية وجهره بالبسملة وتكراره للتكبير: (فصلى بهم صلاة أخرى فقال ذلك فيها الذي عابوا عليه) ومعناه أن معاوية حاضر لأن يغير في صلاته بما يرضي الناس لأن الصلاة عنده عمل سياسي لا عبادة!
وكذلك هي الصلاة عند بني أمية! وهذه الرواية في الكافي: 4 / 518، توضح ذلك: (عن أبي جعفر (الباقر (عليه السلام)) قال: حج النبي (صلى الله عليه وآله) فأقام بمنى ثلاثا يصلي ركعتين ثم صنع ذلك أبو بكر وصنع ذلك عمر ثم صنع ذلك عثمان ست سنين، ثم أكملها عثمان أربعا فصلى الظهر أربعا، ثم تمارض ليشد بذلك بدعته فقال للمؤذن: إذهب إلى علي فقل له فليصل بالناس العصر، فأتى المؤذن عليا (عليه السلام) فقال له: إن أمير المؤمنين عثمان يأمرك أن تصلي بالناس العصر فقال: إذن لا أصلي إلا ركعتين كما صلى رسول الله (صلى الله عليه وآله)! فذهب المؤذن فأخبر عثمان بما قال علي فقال: إذهب إليه فقل له: إنك لست من هذا في شئ إذهب فصل كما تؤمر، قال علي: لا والله لا أفعل! فخرج عثمان فصلى بهم أربعا.
فلما كان في خلافة معاوية واجتمع الناس عليه وقتل أمير المؤمنين (عليه السلام) حج معاوية فصلى بالناس بمنى ركعتين الظهر ثم سلم، فنظرت بنو أمية بعضهم إلى بعض وثقيف ومن كان من شيعة عثمان، ثم قالوا: قد قضى على صاحبكم وخالف وأشمت به عدوه! فقاموا فدخلوا عليه فقالوا: أتدري ما صنعت ما زدت على أن قضيت على صاحبنا وأشمت به عدوه ورغبت عن صنيعه وسنته!