النار ودخل الجنة. ومن وفقه الله ومن عليه واحتج عليه بأن نور قلبه بمعرفة ولاة الأمر من أئمتهم ومعدن العلم أين هو، فهو عند الله سعيد ولله ولي، وقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): رحم الله امرء علم حقا فقال، أو سكت فسلم.
نحن أهل البيت نقول: إن الأئمة منا وإن الخلافة لا تصلح إلا فينا، وإن الله جعلنا أهلها في كتابه وسنة نبيه، وإن العلم فينا ونحن أهله وهو عندنا مجموع كله بحذافيره، وإنه لا يحدث شئ إلى يوم القيامة حتى أرش الخدش إلا وهو عندنا مكتوب بإملاء رسول الله (صلى الله عليه وآله) وبخط علي (عليه السلام) بيده. وزعم قوم: أنهم أولى بذلك منا حتى أنت يا ابن هند تدعي ذلك، وتزعم أن عمر أرسل إلى أبي أني أريد أن أكتب القرآن في مصحف فابعث إلي بما كتبت من القرآن، فأتاه فقال: تضرب والله عنقي قبل أن يصل إليك. قال: ولم؟ قال: لأن الله تعالى قال: والراسخون في العلم، إياي عنى ولم يعنك ولا أصحابك، فغضب عمر ثم قال: يا ابن أبي طالب تحسب أن أحدا ليس عنده علم غيرك! من كان يقرأ من القرآن شيئا فليأتني به، وكان إذا جاء رجل فقرأ شيئا معه يوافقه فيه آخر كتبه وإلا لم يكتبه. ثم قالوا: قد ضاع منه قرآن كثير بل كذبوا والله، بل هو مجموع محفوظ عند أهله! ثم أمر عمر قضاته وولاته: اجتهدوا آرائكم واقضوا بما ترون أنه الحق! فلا يزال هو وبعض ولاته قد وقعوا في عظيمة فيخرجهم منها أبي ليحتج عليهم بها، فتجمع القضاة عند خليفتهم وقد حكموا في شئ واحد بقضايا مختلفة فأجازها لهم، لأن الله تعالى لم يؤته الحكمة وفصل الخطاب، وزعم كل صنف من مخالفينا من أهل هذه القبلة: أنهم معدن الخلافة والعلم دوننا! فنستعين بالله على من ظلمنا وجحدنا حقنا وركب رقابنا، وسن للناس علينا ما يحتج به مثلك! وحسبنا الله ونعم الوكيل.