فأعلمنا حتى نقوم فنستمع قرائته! فأنزل الله في ذلك: وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده - بسم الله الرحمن الرحيم - ولوا على أدبارهم نفورا).
وفي تفسير فرات / 241: (عن عمرو بن شمر قال: سألت جعفر بن محمد (صلى الله عليه وآله): إني أؤم قومي فأجهر ببسم الله الرحمن الرحيم، قال: نعم فاجهر بها، قد جهر بها رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثم قال: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان من أحسن الناس صوتا بالقرآن، فإذا قام من الليل يصلي جاء أبو جهل والمشركون يستمعون قراءته، فإذا قال: بسم الله الرحمن الرحيم، وضعوا أصابعهم في آذانهم وهربوا، فإذا فرغ من ذلك جاؤوا فاستمعوا! قال: وكان أبو جهل يقول: إن ابن أبي كبشة ليردد اسم ربه إنه ليحبه. فقال جعفر (عليه السلام): صدق وإن كان كذوبا. قال: فأنزل الله: وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولوا على أدبارهم نفورا. وهو: بسم الله الرحمن الرحيم). (والكافي: 8 / 266، والوسائل: 4 / 758).
وهذا يدل على أن جهر النبي (صلى الله عليه وآله) بالبسملة كان يشبه ضربهم بعصا كهربائية فيهربون! ثم يجذبهم القرآن وصوت النبي (صلى الله عليه وآله) فيعودون إلى الاستماع!
وقد استمر خوفهم من البسملة حتى بعد إعلانهم الإسلام! وانتقل هذا الخوف منهم إلى القرشيين المهاجرين من غير أهل البيت (عليهم السلام) عندما كثروا في المدينة، فتركوا البسملة! ثم دفعهم ذلك إلى إنكار أنها آية من القرآن!
قال الطحاوي في شرح معاني الآثار: 1 / 204: (فلما ثبت عن رسول الله (ص) وعمن ذكرنا بعده ترك الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم، ثبت أنها ليست من القرآن!! ولو كانت من القرآن لوجب أن يجهر بها كما يجهر بالقرآن سواها ألا ترى أن بسم الله الرحمن الرحيم التي في النمل يجهر بها كما يجهر بغيرها من القرآن لأنها من القرآن، فلما ثبت أن التي قبل فاتحة الكتاب يخافت بها ويجهر بالقرآن