فصرفت عنه إلى عمر، فلما احتضر عمر جعلها شورى إلى أحدهم فلم يشك أنها لا تعدوه، فصرفت عنه إلى عثمان، فلما قتل عثمان بويع ثم نوزع حتى جرد السيف وطلبها، فما صفا له شئ منها!
وإني والله ما أرى أن يجمع الله فينا أهل البيت النبوة والخلافة، فلا أعرفن استخفك سفهاء أهل الكوفة فأخرجوك! وقد كنت طلبت إلى عائشة أن أدفن في حجرتها فقالت نعم، وإني لا أدري لعل ذلك كان منها حياء، فإذا ما مت فاطلب ذلك إليها وما أظن القوم إلا سيمنعونك فإن فعلوا فادفني في البقيع.
فلما مات قالت عائشة: نعم وكرامة، فبلغ ذلك مروان فقال: كذب وكذبت. والله لا يدفن هناك أبدا! منعوا عثمان من دفنه في المقبرة ويريدون دفن حسن في بيت عائشة! فلبس الحسين ومن معه السلاح واستلأم مروان أيضا في الحديد ثم قام في إطفاء الفتنة أبو هريرة. أعاذنا الله من الفتن، ورضي عن جميع الصحابة، فترض عنهم يا شيعي تفلح، ولا تدخل بينهم فالله حكم عدل). (وأوله في تاريخ الخلفاء / 150، والتحفة اللطيفة: 1 / 282، ونفحات الأزهار: 4 / 244 عن الإستيعاب: 1 / 391).
أقول: معنى هذه الرواية وأمثالها أن عليا والحسين (عليهم السلام) كانا طامعين في الحكم والدنيا، وأن الإمام الحسن كان خيرا منهما (عليهم السلام) ولذلك فهو ينصح أخاه الحسين أن لا يخرج على يزيد ولا يطلب الدنيا، ولكنه لم يطعه!
وهذا هو رأي بني أمية تماما، وهو تزوير للحقيقة وطعن في دين العترة الطاهرة الذين مدحهم الله تعالى ورسوله (صلى الله عليه وآله) بأنهم فوق الدنيا وأنهم سادة أهل الجنة!
ومما يزيدك معرفة بوظيفة هذه الرواية ما رواه الهيثمي في موارد الظمآن: 7 / 199: (عن الشعبي قال: بلغ ابن عمر وهو بمال له أن الحسين بن علي قد توجه إلى العراق فلحقه على مسيرة يومين أو ثلاثة فقال: إلى أين؟ فقال: هذه كتب أهل