وجدك شافع). انتهى. ولعل ابن شهرآشوب (رحمه الله) عبر عنها (رحمه الله) ب (حكي) لأنها تزعم أن الحسن والحسين (عليهما السلام) شكا في قول جدهما إنهما: (سيدا شباب أهل الجنة)!!
إنها وأمثالها نفثات من حسدهم للأئمة الطاهرين (عليهم السلام) عندما رأوهم يواجهون الموت باستبشار ويقين لا مثيل له، كقول أمير المؤمنين (عليه السلام) (فزت ورب الكعبة)! فقد أرادوا أن يساووا بينهم وبين القرشيين والأمويين الذين انفضح أمرهم عند موتهم واشتهر جزعهم وصراخهم! وتمنى بعضهم لو أنه كان ترابا! وبعضهم لو كان خروفا! وبعضهم لو كان تبنة! وبعضهم زاد صراخه فتمنى لو كان عذرة!
كما ينبغي التنبيه إلى أن بعضهم نسبوا إلى الإمام الحسن (عليه السلام) كلام الحسن البصري وحالاته! وأين الثريا من الثرى! قال الذهبي في سيره: 4 / 587: (عن يونس قال: لما حضرت الحسن الوفاة جعل يسترجع فقام إليه ابنه فقال: يا أبت قد غممتنا فهل رأيت شيئا، قال: هي نفسي لم أصب بمثلها). انتهى. فنسبوا هذا الكلام بعينه إلى الإمام الحسن (عليه السلام)! وأخذته عنهم بعض مصادرنا مع الأسف، ولم تتنبه لما فيه من الحط من مقام الإمام (عليه السلام)! وقد تنبه الإربلي (رحمه الله) إلى بعضها دون بعض فقال في كشف الغمة: 2 / 210 ونحوه 174: (روي أنه لما حضرت الحسن بن علي الوفاة كأنه جزع عند الموت فقال له الحسين (عليهما السلام) كأنه يعزيه: يا أخي ما هذا الجزع! إنك ترد على رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعلي (عليه السلام) وهما أبواك، وعلى خديجة وفاطمة وهما أماك، وعلى القاسم والطاهر وهما خالاك، وعلى حمزة وجعفر وهما عماك! فقال له الحسن (عليه السلام): أي أخي إني أدخل في أمر من أمر الله لم أدخل في مثله، وأرى خلقا من خلق الله لم أر مثله قط! قال فبكى الحسين). انتهى.
ولو تتبعت أن أصل الرواية أخذها السيوطي في الخلفاء / 150 من كتاب الطيوريات ومن كتاب ابن طرار الجليس الصالح / 776!