المسلمين يعجبنا جدا! (يعجبهم: لأنه يساوي بين الحق والباطل والإمام الشرعي بالنص والغاصب المتغلب، وبين الفئة الباغية والمبغي عليها، وبين الدعاة إلى النار والدعاة إلى الجنة!).
ثم قال ابن حجر: (وفيه فضيلة الإصلاح بين الناس ولا سيما في حقن دماء المسلمين ودلالة على رأفة معاوية بالرعية وشفقته على المسلمين وقوة نظره في تدبير الملك ونظره في العواقب. ((وبهذا يكون أحق بالخلافة من الإمام الحسن (عليه السلام))! وفيه ولاية المفضول الخلافة مع وجود الأفضل، لأن الحسن ومعاوية ولي كل منهما الخلافة، وسعد بن أبي وقاص وسعيد بن زيد في الحياة وهما بدريان. قاله ابن التين! (فيكون الإمام الحسن (عليه السلام) كمعاوية، ويكون أي بدري أفضل من سيد شباب أهل الجنة والإمام بنص النبي (صلى الله عليه وآله))! ثم قال ابن حجر: وفيه جواز خلع الخليفة نفسه إذا رأى في ذلك صلاحا للمسلمين والنزول عن الوظائف الدينية والدنيوية بالمال وجواز أخذ المال على ذلك. (يعني أن الإمام الحسن (عليه السلام) خلع نفسه وباع الخلافة بيعا)! واستدل به على تصويب رأي من قعد عن القتال مع معاوية وعلي، وإن كان علي أحق بالخلافة وأقرب إلى الحق، وهو قول سعد بن أبي وقاص وابن عمر ومحمد بن مسلمة، وسائر من اعتزل تلك الحروب! (يعني أن موقف الحياد والتخلف عن علي هو الصحيح، مع أن عليا (عليه السلام) مع الحق بنص النبي (صلى الله عليه وآله) الصحيح عندهم، وفئته الفئة المحقة بنص النبي (صلى الله عليه وآله) الصحيح عندهم، ومع أن ابن عمر ندم وخطأ نفسه مرارا لتخلفه عن بيعة علي (عليه السلام) وعدم جهاده بني أمية معه)!
ثم قال ابن حجر: وذهب جمهور أهل السنة إلى تصويب من قاتل مع علي امتثال قوله تعالى: وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا. الآية.. ففيها الأمر بقتال الفئة الباغية، وقد ثبت أن من قاتل عليا كانوا بغاة، وهؤلاء مع هذا التصويب متفقون على أنه لا يذم واحد من هؤلاء، بل يقولون اجتهدوا فأخطأوا (يعني أن معاوية وحزبه بغاة ظالمون دعاة إلى النار وقتالهم فريضة، ودماؤهم هدر وقتلهم طاعة لله وقربة، والى جهنم وبئس المصير، لكنهم مجتهدون مأجورون في دعوتهم المسلمين إلى جهنم!). ثم قال ابن حجر: