لاثني عشر رئيسا (قيما، إماما) ويصبح أمة كبيرة). (التوراة - سفر التكوين: 17 - 20).
فالوعد الإلهي بهم قديم وتكوينهم مميز: صنع الله الذي أتقن كل شئ. (النمل: 88) لأن مهمتهم عظيمة، سواء في جيل عصرهم أو مستقبل الحياة الإنسانية!
الإمام المعصوم (عليه السلام) يعيش عالم الغيب كما نعيش نحن عالم المحسوس وحضور الله عنده دائم قوي. نعم، إنه يملك في سلوكه الحرية والاختيار لكن الله يتولى رعايته في صغير أموره وكبيرها، وملائكة الله تحفظه وتسدده.
ومن هنا كان عالم الإمام الحسن (عليه السلام) وتفكيره يختلف كليا عن عالم معاوية!
فمن يكون معاوية وأبو معاوية وكل الماديين في هذا البرنامج الرباني؟!
الإمام الحسن (عليه السلام) يعيش في كون له رب، يديره بتكوينه وأمره ونهيه، وله أهداف في إنسانه، أرسل من أجلها رسولا (صلى الله عليه وآله) وأنزل عليه هدى وشريعة، وجعل بعده أئمة ربانيين (عليهم السلام)! فقضية الإمام الحسن (عليه السلام) أن يقوم بأعباء الإمامة وينفذ أوامر ربه وجده (صلى الله عليه وآله)، ثم ليكن ما يكون! أما معاوية فقضيته هي التي أعلنها بقوله: إنما قاتلتكم لأتأمر عليكم! ثم ليكن ما يكون!
وتفكير معاوية في نظر الإمام (عليه السلام) خطأ قاتل لصاحبه، ولذلك كتب إلى معاوية قبل الصلح: (وستندم يا معاوية كما ندم غيرك ممن نهض في الباطل أو قعد عن الحق، حين لا ينفع الندم)! (علل الشرائع: 1 / 220).
وبالفعل ذهب معاوية إلى ربه بعد أن حطب ما حطب، وسلم حصيلة عمره إلى ولد أهوج هدر كل جهود أبيه وجده، وهدر نفسه وأسرته! وندم معاوية حيث لا ينفع الندم! وفاز الإمام الحسن (عليه السلام) حيث ينفع الفوز، مع أبيه وأمه وجده والنبيين والشهداء والصالحين صلوات الله عليهم، في رضوان ربهم ونعيمه.