فذكر نحوهما). (ونحوه تاريخ دمشق: 13 / 286).
وأسوأ منه ما في تاريخ دمشق: 13 / 287: (لما حضر الحسن بن علي الموت بكى بكاء شديدا! فقال له الحسين: ما يبكيك يا أخي وإنما تقدم على رسول الله (ص) وعلى علي وفاطمة وخديجة وهم ولدوك، وقد أجرى الله لك على لسان نبيه أنك سيد شباب أهل الجنة، وقاسمت الله مالك ثلاث مرات، ومشيت إلى بيت الله على قدميك خمس عشرة مرة حاجا! وإنما أراد أن يطيب نفسه. قال: فوالله ما زاده إلا بكاء وانتحابا، وقال: يا أخي أني أقدم على أمر عظيم مهول لم أقدم على مثله قط)!! انتهى.
فهذا دس ينتقص من مقام الإمام (عليه السلام) ويلغي قول النبي (صلى الله عليه وآله): الحسن والحسين سيد شباب أهل الجنة! ويتضمن التهوين من المقام العظيم الذي بلغه النبي (صلى الله عليه وآله) إلى أمته، وعبر عنه الراوي الكاذب باستخفاف بقوله: (وقد أجرى الله لك على لسان نبيه أنك سيد شباب أهل الجنة)! وكأنه شئ جرى على لسان النبي (صلى الله عليه وآله) من نفسه، لا وحيا يوحى! ثم تضيف الرواية القرشية أن الإمام الحسن (عليه السلام) لم يطمئن بذلك بل زاد بكاؤه وانتحابه، وكأنه لا يؤمن بكلام جده (صلى الله عليه وآله)! وقد تكرم بعضهم بالقول إن الإمام الحسن (عليه السلام): (سري عنه) أي ارتاح شيئا ما! (سبل الهدى: 11 / 70).
وقد تسربت بعض رواياتهم إلى مصادرنا مع الأسف، كما في رواية مناقب آل أبي طالب: 3 / 203 قال: (وحكي أن الحسن (عليه السلام) لما أشرف على الموت قال له الحسين (عليه السلام): أريد أن أعلم حالك يا أخي؟ فقال الحسن: سمعت النبي لا يفارق العقل منا أهل البيت ما دام الروح فينا، فضع يدك في يدي حتى عاينت ملك الموت أغمز يدك، فوضع يده في يده فلما كان بعد ساعة غمز يده غمزا خفيفا، فقرب الحسن أذنه إلى فمه فقال: قال لي ملك الموت: أبشر فإن الله عنك راض