(ذهب طائفة قليلة من أهل السنة وهو قول كثير من المعتزلة، إلى أن كلا من الطائفتين مصيب وطائفة إلى أن المصيب طائفة لا بعينها). انتهى.
فانظر إلى هذا التزوير والهروب من قول الحق، وتعمد الخلط والإمعان فيه!
على أنه لا بد لنا أن نشكر ابن حجر وغيره، لأنهم كشفوا عن أن بعض الرواة أضافوا إلى الحديث صفة (عظيمتين)! فوضعوا يدنا على واحد من التزويرات الأموية في نص الأحاديث، وأعطونا الحق في أن نشك في أصل الحديث، لأنه موظف بالكامل لمصلحة بني أمية ولأن شهادتهم بالتزوير الجزئي توجب الشك في الكل! قال ابن حجر: (قوله: بين فئتين من المسلمين، زاد عبد الله بن محمد في روايته عظيمتين وكذا في رواية مبارك بن فضالة، وفي رواية علي بن زيد كلاهما عن الحسن عند البيهقي... ولفظه عند الطبراني والبيهقي: قال للحسن إن ابني هذا سيد يصلح الله به بين فئتين من المسلمين. قال البزار: روي هذا الحديث عن أبي بكرة وعن جابر، وحديث أبي بكرة أشهر وأحسن إسنادا وحديث جابر غريب). انتهى. وفي تحفة الأحوذي: 10: 189: (زاد البخاري في رواية: عظيمتين). وقال الألباني في إرواء الغليل: 6 / 41: (وزاد: ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين. زاد أصحاب السنن: عظيمتين)! انتهى. فهذه شهادة من كبارهم بكذب الرواة في قسم من هذا الحديث لمصلحة بني أمية!
وقد فاق العجلي الوضاعين فوصف الفئتين بالمؤمنين! قال: (ويصلح الله به بين فئتين من المؤمنين عظيمتين)! (الثقات: 1 / 297).
لكن ابن حجر فاق الجميع جميعا في تبنيه أقوال المغالين في بني أمية، فزعم أن الإمام الحسن (عليه السلام) كان شاكا في أنه أهل للخلافة وأحق بها من معاوية فاحتاط لدينه وأعطاها إلى معاوية! قال في فتح الباري: 13 / 53: (قال ابن بطال: ذكر أهل