العراق وبيعتهم، فقال: لا تفعل فأبى! فقال له ابن عمر: إن جبريل أتى النبي (ص) فخيره بين الدنيا والآخرة فاختار الآخرة ولم يرد الدنيا، وإنكم بضعة من رسول الله كذلك يريده بكم، فأبى! فاعتنقه ابن عمر وقال: أستودعتك الله والسلام).
تحذير من الدس القرشي في وصية الإمام الحسن (عليه السلام) يبدو أننا نحتاج في كل فصل من سيرته (عليه السلام) إلى التحذير من الدس الأموي والقرشي في أحاديثه! والقاعدة لكشف ذلك: أن المدسوس يتضمن تنقيصا بشخصية المعصوم (عليه السلام) ويتنافى مع سموها الذي نص عليه النبي (صلى الله عليه وآله) أو يتضمن تبريرا لأعمال السلطة، أو يدعو لقبول الحاكم، وينهى عن مبدأ الخروج عليه. وبعض الدس ظاهر وبعضه خفي، تسرب منه إلى مصادرنا مع الأسف!
ومن أمثلته هنا، قولهم إن الإمام الحسن أوصى أخاه الحسين (عليهما السلام) أن لا يطلب الخلافة وأن لا يخرج على بني أمية كما تقدم!
ومنه قولهم إن الإمام الحسن (عليه السلام) جزع عند الموت، وقال إنه لا يعرف مصيره إلى الجنة أو النار! فطمأنه الحسين (عليه السلام) فاطمأن، أو لم يطمئن فبكى معه! قال ابن كثير: 8 / 47: (وقال أبو نعيم: لما اشتد بالحسن بن علي الوجع، جزع فدخل عليه رجل فقال له: يا أبا محمد ما هذا الجزع؟ ما هو إلا أن تفارق روحك جسدك فتقدم على أبويك علي وفاطمة، وعلى جديك النبي (ص) وخديجة، وعلى أعمامك حمزة وجعفر، وعلى أخوالك القاسم الطيب ومطهر وإبراهيم، وعلى خالاتك رقية وأم كلثوم وزينب، قال: فسرى عنه. وفي رواية أن القائل له ذلك الحسين وأن الحسن قال له: يا أخي إني أدخل في أمر من أمر الله لم أدخل في مثله، وأرى خلقا من خلق الله لم أر مثله قط! قال: فبكى الحسين رضي الله عنهما. رواه عباس الدوري عن ابن معين، ورواه بعضهم عن جعفر بن محمد عن أبيه