شيوخ بخاري، عن خلافة الإمام الحسن (عليه السلام) وحربه وصلحه مع معاوية، هذه الرواية الكاذبة الخبيثة التي تصور الأمر وكأن فئتي الصراع على حق وليس فيهما فئة باغية وأن النبي (صلى الله عليه وآله) وصفهما بأنهما: (فئتين عظيمتين من المسلمين)!
ثم صور بخاري جيش الإمام الحسن (عليه السلام) بأنه كتائب أمثال الجبال جاهزة للحرب، لكن معاوية فكر في حفظ دماء المسلمين لتقواه، فأرسل زعيمين من بني أمية إلى الإمام الحسن (عليه السلام) ليعطياه ما يريد، فوجداه يريد المال فأعطياه ملايين وتم الصلح!
فهل بعد هذا مسخ وتزوير وافتراء على سبط رسول الله (صلى الله عليه وآله) وسيد شباب أهل الجنة، من أجل تلميع شخصية معاوية القاتل الدموي الطليق بن الطليق؟!
أليس بخاري هو الذي روى عن النبي (صلى الله عليه وآله) أن عمارا تقتله الفئة الباغية، يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار! فكيف صار معاوية الذي وصفه النبي (صلى الله عليه وآله) بأنه إمام ضلال يدعو المسلمين إلى جهنم حريصا على دماء المسلمين ومصالحهم؟! وهل أخطأ رسول الله (صلى الله عليه وآله) في وصفه لمعاوية فلم يذكر تقواه؟
ومتى كانت قوات الإمام الحسن (عليه السلام) كأمثال الجبال التي فسرها شارح بخاري: (أي لا يرى لها طرف لكثرتها كما لا يرى من قابل الجبل طرفه) (فتح الباري: 13 / 53) ومتى كان الإمام الحسن (عليه السلام) بهذه الشخصية الضعيفة والمادية التي صورها الأمويون للناس! وسوقها بخاري ليغش بها أجيال المسلمين؟!
قال ابن حجر في الفتح: 13 / 55: (فقال معاوية: إذهبا إلى هذا الرجل فاعرضا عليه، أي ما شاء من المال. وقولا له: أي في حقن دماء المسلمين بالصلح. واطلبا إليه: أي أطلبا منه خلعه نفسه من الخلافة وتسليم الأمر لمعاوية، وابذلا له في مقابل ذلك ما شاء..). انتهى. فالمسألة إذن مالية! وسبط الرسول سيد شباب أهل الجنة