لهذا لتستغرب إذا وصف مستشرق غربي موقف المسلمين من معاوية فقال:
(اعتبر المسلمون انتصار بني أمية وعلى رأسهم معاوية انتصارا للأرستقراطية الوثنية التي ناصبت الرسول وأصحابه العداء، والتي جاهدها رسول الله حتى قضى عليها، وصبر معه المسلمون على جهادها ومقاومتها حتى نصرهم الله، فقضوا عليها. وأقاموا على أنقاضها دعائم الإسلام!
لذلك لا ندهش إذا كره المسلمون بني أمية وغطرستهم، لا سيما أن جمهور المسلمين كانوا يرون بين الأمويين رجالا كثيرين لم يعتنقوا الإسلام إلا سعيا وراء مصالحهم الشخصية، ولا غرو فقد كان معاوية يرمي إلى جعل الخلافة ملكا كسرويا وليس أدل على ذلك من قوله: أنا أول الملوك). (نيكلسون: تاريخ الإسلام: 1 / 278).
معجزة لأمير المؤمنين (عليه السلام) ظهرت عند دخول معاوية إلى الكوفة!
روى الشريف الرضي (رحمه الله) في خصائص الأئمة (عليهم السلام) / 52: (عن أم حكيم بنت عمرو قالت: خرجت وأنا أشتهي أن أسمع كلام علي بن أبي طالب، فدنوت منه وفي الناس رقة (أي يمكن تخطي الحضور) وهو يخطب على المنبر حتى سمعت كلامه فقال رجل: يا أمير المؤمنين استغفر لخالد بن عرفطة فإنه قد مات بأرض تيماء فلم يرد عليه، فقال الثانية فلم يرد عليه ثم قال الثالثة فالتفت إليه فقال: أيها الناعي خالد بن عرفطة كذبت، والله ما مات ولا يموت حتى يدخل من هذا الباب يحمل راية ضلالة! قالت: فرأيت خالد بن عرفطة يحمل راية معاوية حتى نزل نخيلة وأدخلها من باب الفيل)!! ورواه في مناقب آل أبي طالب / 46، وفيه: (ودخل معاوية الكوفة بعد فراغه من خطبته بالنخيلة، وبين يديه خالد بن عرفطة ومعه رجل يقال له حبيب بن جماز يحمل رايته، حتى دخل الكوفة فصار إلى المسجد فدخل من باب الفيل فاجتمع الناس إليه. فحدثني أبو عبيد الصيرفي..... عن عطاء