أقول: إنه قد ذكر في القاموس للوجه معاني متعددة، وجعل أول المعاني الجارحة؛ حيث جعل المعنى الأول ما هو المعروف. وعد من المعاني: مستقبل كل شيء، وكذا سيد القوم. (1) والظاهر أن الثاني مجاز عن الأول.
وعد في المجمع من معاني " الوجه ": الحجة، كما في الحديث القدسي، " فمن سجد سجدتي الشكر أقبل إليه بفضلي وأريه وجهي ". (2) ونقل عن الصدوق: أن وجه الله: أنبياؤه (3) وحججه، قال: ويصدق ذلك ما روي عن أبي الصلت عن الرضا (عليه السلام) قال، قلت: يا بن رسول الله ما معنى الخبر الذي رووه أن ثواب لا إله إلا الله ثواب النظر إلى وجه الله؟ فقال: " من وصف الله بوجه كالوجوه فقد كفر، ولكن وجه الله أنبياؤه وحججه الذين يتوجه بهم إلى الله وإلى دينه، والنظر إلى أنبياء الله ورسله وحججه في درجاتهم ثواب عظيم للمؤمنين يوم القيامة ". (4) وكيف كان، فالظاهر أن الوجه بمعنى الجارحة لا يختص بالإنسان، بل يعم مثل البقر والغنم.
والظاهر أن المقصود بمستقبل كل شيء هو المواجه منه، لكن يمكن أن يكون إطلاق الوجه على المواجه غير الجارحة مجازا على الجارحة.
ويطلق في اللغة الفارسية " روى " على الجارحة، وكذا على المواجه غير الجارحة، كما يقال: " روى كلاه ".