النبوي (صلى الله عليه وآله): من أصبح وأمسى والآخرة أكبر همه جعل الله الغنى في قلبه، وجمع له أمره، ولم يخرج من الدنيا حتى يستكمل رزقه. ومن أصبح وأمسى والدنيا أكبر همه، جعل الله الفقر بين عينيه، وشتت عليه أمره، ولم ينل من الدنيا إلا ما قسم له - الخ (1).
ولما نزلت عليه: * (ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه) * قال (صلى الله عليه وآله): من لم يتعز بعزاء الله، انقطعت نفسه حسرات على الدنيا. ومن مد عينيه إلى ما في أيدي الناس من دنياهم، طال حزنه، ومن سخط ما قسم الله له من رزقه وتنقض (تنغص) عليه عيشه (من - ظ) ولم ير أن لله عليه نعمة إلا في مطعم أو مشرب، فقد جهل وكفر نعم الله وضل سعيه، ودنا منه عذابه (2).
قال (صلى الله عليه وآله): نعم العون على تقوى الله الغنى (3).
قال (صلى الله عليه وآله): ومن يرغب في الدنيا، فطال فيها أمله، أعمى الله قلبه على قدر رغبته فيها، ومن زهد فيها، فقصر فيها أمله، أعطاه الله علما بغير تعلم، وهدى بغير هداية، وأذهب عنه العماء وجعله بصيرا (4). يأتي في " زهد " ما يتعلق بذلك.
كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الظاهرة معا: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أنا زعيم بثلاث لمن أكب على الدنيا: بفقر لا غناء له، وبشغل لا فراغ له، وبهم وحزن لا انقطاع له (5). وقال: الرغبة في الدنيا تكثر الهم والحزن. والزهد في الدنيا يريح القلب والبدن (6).
إلى غير ذلك من الروايات النبوية في ذلك وهي أكثر من أن تحصى تبركنا بذكر بعضها، فمن أراد الزيادة فليراجع إلى البحار (7).