التوحيد: عن الفتح بن يزيد الجرجاني قال: قلت لأبي الحسن (عليه السلام): هل غير الخالق الجليل خالق؟ قال: إن الله تبارك وتعالى يقول: * (تبارك الله أحسن الخالقين) * فقد أخبر أن في عباده خالقين وغير خالقين، منهم عيسى خلق من الطين كهيئة الطير بإذن الله فنفخ فيه فصار طائرا بإذن الله، والسامري خلق لهم عجلا جسدا له خوار - الخبر (1).
أقول: الأحسن قبل الخوض في تحقيق ذلك ذكر الآيات المربوطة بذلك قال تعالى: * (تبارك الله أحسن الخالقين) *. وقال لعيسى: * (وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير بإذني فتنفخ فيها فتكون طيرا بإذني) *. وقال حكاية عن عيسى: * (إني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله) *. وقال: * (وتخلقون إفكا) *.
يظهر من هذه الآيات أن أفعال العباد وحركاتهم واقعة بقدرتهم واختيارهم فهم خالقون لها، ولا اشكال فيه، وما في الآيات من أنه تعالى خالق كل شئ فهو منصرف عن أفعال العباد إلى أجسامهم ويشهد لذلك صدر الآية، قال تعالى: * (قل من رب السماوات والأرض قل الله قل أفاتخذتهم من دون الله أولياء لا يملكون لأنفسهم نفعا ولا ضرا قل هل يستوي الأعمى والبصير أم هل تستوي الظلمات والنور أم جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه فتشابه الخلق عليهم قل الله خالق كل شئ وهو الواحد القهار) * وقوله: * (أروني ماذا خلقوا من الأرض) * و * (هل من خالق غير الله يرزقكم من السماء والأرض) * وقوله: * (إرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد) *.
والآيات المشتملة على مثل قوله: * (لا يخلقون شيئا) * ناظرة إلى آلهتهم التي يدعون من دون الله، كما في سورة النحل * (والذين يدعون من دون الله لا يخلقون شيئا وهم يخلقون أموات غير أحياء) * - الآية. وهكذا الكلام في قوله في