وأعلن بصلافة ووقاحة وتحد وإذلال في معسكر النخيلة ثم في مسجد الكوفة، أنه لن يفي لهم بشروط الصلح! فكانت غاية ردة فعل البعض منهم أنه تبرم وأنحى باللائمة على الإمام الحسن (عليه السلام)!
فأين هم التسعون ألف سيف أو الأربعون ألفا الذين تتحدث عنهم مصادر السنة والمسيب بن نجية؟ ولماذا لم يتحرك هو وغيره بعشائرهم، فيتجمهروا معترضين على إعلان معاوية نقض الشروط؟! وهل يريدون من الإمام الحسن (عليه السلام) أن يعلن أن معاوية نقض الشروط وأن الصلح قد بطل، ويدعوهم إلى جهاد معاوية فيتفرقوا عنه، فيقتله معاوية أو يأخذه أسيرا؟! أم يريدون أن يدعوهم إلى اجتماع في مسجد الكوفة ويخرج لهم نسخة الرق المختوم بختم معاوية ويقرأها ويطلب منهم تهديد معاوية لإلزامه بتنفيذ الشروط التي قطعها على نفسه؟! وهل ستكون نتيجة مثل هذه الدعوة إلا خوفهم من مجرد الحضور فيعلن معاوية أن الحسن (عليه السلام) نكث الصلح ودعا إلى حربه فحل دمه ودم أهل بيته! فيقتله وأهل بيته أو يأسرهم، وهم يتفرجون؟!
وقد نسب البلاذري هذا الكلام إلى سليمان بن صرد عندما جاء في وفد أهل الكوفة إلى الإمام (عليه السلام) بالمدينة، قال في أنساب الأشراف / 744: (فخرجوا إليه بعد سنتين من يوم بايع معاوية فقال له سليمان بن صرد الخزاعي: ما ينقضي تعجبنا من بيعتك معاوية ومعك أربعون ألف.... ثم لم يف بها ثم لم يلبث أن قال على رؤوس الناس: إني كنت شرطت شروطا.... فإن ذلك تحت قدمي.... فإذا شئت فأعد الحرب جذعة وأنذر لي في تقدمك إلى الكوفة، فأخرج عنها عامله وأظهر خلعه وتنبذ إليه على سواء إن الله لا يحب الخائنين.
وتكلم الباقون بمثل كلام سليمان، فقال الحسن: أنتم شيعتنا وأهل مودتنا،