معه على السرير والطنفسة ثم قال: إن أمير المؤمنين أوصاني بك قبلا وهو يقول إن هؤلاء الخبثاء شغلوني عنك وعن وصلتك، ثم قال لعلي: لعل أهلك فزعوا! قال: إي والله، فأمر بدابته فأسرجت ثم حمله فرده عليها). انتهى. وأكرمه واستثناه من البيعة على أنه عبد قن ليزيد (ورواه الطبري في: 4 / 372، وغيره بألفاظ أخرى، وروت مصادرنا أنه لم يأت اليه مع مروان وابنه بل مع اثنين من بني هاشم).
* * ونقل المؤرخون والمحدثون شهادة الزهري بأن الإمام زين العابدين (عليه السلام) كان أحب أهل بيته إلى مروان وعبد الملك، قال (كان أقصد أهل بيته وأحسنهم طاعة وأحبهم إلى مروان بن الحكم وعبد الملك بن مروان). (الطبقات: 5 / 215، وتاريخ بخاري الصغير: 1 / 246،, والتعديل والتجريح: 3 / 1079، وتاريخ دمشق: 41 / 371، وتهذيب الكمال: 20 / 386، وسير الذهبي: 4 / 389، وتاريخ أبي زرعة / 103).
* * واهتم ابن كثير كثيرا بأن يمدح مروان وابنه عبد الملك لعلاقتهما الحسنة مع الإمام زين العابدين (عليه السلام) فزعم في النهاية: 8 / 283، و: 9 / 122، أن مروانا شجع الإمام زين العابدين (عليه السلام) على تكثير نسله بعد أن لم يبق غيره من ذرية الحسين (عليه السلام) وأقرضه مئة ألف درهم ليشتري جواري! ثم أوصى مروان ابنه عبد الملك أن لا يأخذها منه. وقال ابن كثير: (فجميع الحسينيين من نسله رحمه الله). انتهى.
وكأن ابن كثير يقول إن السادة الحسينيين كلهم من أموال مروان! فهم مدينون بوجودهم لأسياده بني أمية العظماء! ثم ذكر ابن كثير أن الحسن والحسين (عليهما السلام) كانا يصليان خلف مروان ولا يعيدان الصلاة إذا رجعا إلى البيت!
وكأنه كان معهما، وكأن الصلاة خلف الوالي شهادة له بشرعية سلطته!
* *