ونكتفي بالمرسوم الخلافي الذي أصدره مروان باسم عثمان إلى الوالي الأموي في مصر، نقضا للمرسوم الذي أصدره عثمان وسلمه إلى الوفد المصري!
فقد شكى المصريون واليهم ابن أبي معيط الأموي، وكتب له عثمان أكثر من مرة ليصحح سياسته لكن المعيطي أصر على مخالفاته ولم يتراجع عنها، فجاء المصريون وفدا من سبع مئة شخص فيهم بعض الصحابة، وساعدهم في المدينة عائشة وطلحة وعلي (عليه السلام) وطلبوا من عثمان تغيير الحاكم، فوافق عثمان واتفق معهم على تعيين محمد بن أبي بكر (رحمه الله) واليا على مصر وكتب لهم المرسوم واصطحبوا معهم الوالي الجديد، لكنهم تفاجؤوا في الطريق بمبعوث سري من دار الخلافة إلى الوالي الأموي يأمره بقتلهم والبقاء في منصبه، فرجعوا غاضبين!
روى في تاريخ دمشق: 39 / 415: (محمد بن شهاب الزهري قال: قلت لسعيد بن المسيب: هل أنت مخبري كيف كان قتل عثمان ما كان شأن الناس وشأنه ولم خذله أصحاب محمد (ص)؟ فقال.... فكان يجئ من أمرائه ما ينكره أصحاب محمد (ص) وكان عثمان يستعتب فيهم فلا يعزلهم. فلما كان في الست حجج الأواخر استأثر بني عمه فولاهم وما أشرك معهم وأمرهم بتقوى الله، ولى عبد الله بن أبي سرح مصر فمكث عليها سنين فجاء أهل مصر يشكونه ويتظلمون منه وقد كان قبل ذلك من عثمان هنات إلى عبد الله بن مسعود وأبي ذر وعمار بن ياسر فكانت بنو هذيل وبنو زهرة في قلوبهم ما فيها لحال ابن مسعود، وكانت بنو غفار وأحلافها ومن عصب لأبي ذر في قلوبهم ما فيها، وكانت بنو مخزوم قد حنقت على عثمان لحال عمار بن ياسر، وجاء أهل مصر يشكون ابن أبي سرح فكتب إليه كتابا يتهدده فيه فأبى ابن أبي سرح أن يقبل ما نهاه عنه عثمان وضرب بعض من أتاه من قبل عثمان من أهل مصر ممن كان أتى عثمان فقتله!