بخاري طرفا منه في صحيحه: 6 / 42، والنسائي: 6 / 459، وعامة مصادرهم!
وكان مروان يلقب: (خيط باطل) لطول قامته واضطراب خلقه وفيه يقول الشاعر:
لحى الله قوما أمروا خيط باطل * على الناس يعطي من يشاء ويمنع).
(البدء والتاريخ: 6 / 19، وفي أسد الغابة: 4 / 348. والقائل هو أخوه عبد الرحمن، وكان ظريفا).
لكن هل يقنعهم كل ذلك؟ كلا ثم كلا! لأنهم أشربوا في قلوبهم بني أمية!
فالحكم عندهم صحابي ومروان صحابي! لأن الصحابي من رأى رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقد رآه مروان عندما ولد وأخذوه له فلعنه وقال أخرجوا عني الوزغ بن الوزغ!
وإذا قلت لهم: يا قوم كيف تشهدون بأنهم أعداء رسول الله (صلى الله عليه وآله) ملعونون على لسانه، ثم تحبونهم وتتولونهم؟! لقالوا لك: لا تعترض وإلا جعلنا اللعن مكرمة ومنقبة لهم! فانظر ما قاله ابن حجر في الصواعق: 2 / 527: (ومن أشد الناس بغضا لأهل البيت مروان بن الحكم! وكأن هذا هو سر الحديث الذي صححه الحاكم أن عبد الرحمن بن عوف قال: كان لا يولد لأحد مولود إلا أتى به النبي فيدعو له فأدخل عليه مروان بن الحكم فقال: هذا الوزغ ابن الوزغ الملعون ابن الملعون. ثم روى عن عمرو بن مرة الجهني وكانت له صحبة أن الحكم ابن أبي العاص استأذن على رسول الله فعرف صوته فقال: إئذنوا له عليه لعنة الله وعلى من يخرج من صلبه إلا المؤمن منهم وقليل ما هم! يشرفون في الدنيا ويصغرون في الآخرة ذووا مكر وخديعة، يعطون في الدنيا وما لهم في الآخرة من خلاق! قال ابن ظفر: وكان الحكم هذا يرمى بالداء العضال وكذلك أبو جهل (أي بالأبنة كما تقدم في شعر ابن حسان!) كذا ذكر ذلك كله الدميري في حياة الحيوان. ولعنته للحكم وابنه لا تضرهما! لأنه تدارك ذلك بقوله مما بينه في الحديث الآخر: أنه بشر يغضب كما يغضب البشر! وأنه سأل ربه أن من سبه