بمسلم بن عقبة (هو الذي سمي مسرفا ومجرما) فإنه رجل قد عرفت نصيحته.
عرف معاوية أن مسلما لا دين له فأمر يزيد أن يرمي به أهل المدينة وقد فعل يزيد ما أمره به أبوه، وفعل مسلم بأهل المدينة ما أريد منه حيث قال له يزيد: يا مسلم لا تردن أهل الشام عن شئ يريدون بعدوهم! فسار بجيوشه من أهل الشام فأخاف المدينة واستباحها ثلاثة أيام بكل قبيح وافتضت فيها نحو ثلاثمائة بكر، وولدت فيها أكثر من ألف امرأة من غير زوج! وسماها نتنة وقد سماها رسول الله (ص) طيبة، وقتل فيها من قريش والأنصار والصحابة وأبنائهم نحو من ألف وسبعمائة وقتل أكثر من أربعة آلاف من سائر الناس، وبايع المسلمين على أنهم عبيد ليزيد ومن أبى ذلك أمره مسلم على السيف.. إلى غير ذلك من المنكرات!
قال المحدث الفقيه ابن قتيبة في كتاب الإمامة والسياسة والبيهقي في المحاسن والمساوئ واللفظ للأول: قال أبو معشر: دخل رجل من أهل الشام على امرأة نفساء من نساء الأنصار ومعها صبي لها فقال لها: هل من مال؟ قالت: لا والله ما تركوا لي شيئا! فقال: والله لتخرجن إلي شيئا أو لأقتلنك صبيك هذا! فقالت له: ويحك إنه ولد أبي كبشة الأنصاري صاحب رسول الله (ص) ولقد بايعت رسول الله معه يوم بيعة الشجرة على أن لا أسرق ولا أزني ولا أقتل ولدي ولا آتي ببهتان أفتريه فما أتيت شيئا فاتق الله! ثم قالت: لا، يا بني! والله لو كان عندي شئ لأفتديك به! قال: فأخذ برجل الصبي والثدي في فمه فجذبه من حجرها فضرب به الحائط فانتثر دماغه في الأرض! قال: فلم يخرج من البيت حتى اسود نصف وجهه وصار مثلا، وأمثال هذه من أهل الشام ومن مسلم نفسه كثيرة! فمسلم في هذا كله منفذ لأمر يزيد، ويزيد منفذ لأمر معاوية، فكل هذه الدماء وكل هذه المنكرات الموبقات ودم الحسين ومن معه في عنق