ولم ترو المصادر المتقدمة مناسبة هذا الكلام، لكن غيرها كشف أنه كان جوابا على رسالة الحجاج الذي استأذنه في قتل الإمام زين العابدين (عليه السلام) لأنه خطر على ملكه! ففي خاص الخاص للثعالبي / 66: (ووقع أيضا إلى الحجاج وقد شكا إليه نفرا من بني هاشم وحرضه على قتلهم: جنبني دماء بني عبد المطلب.. الخ.). وفي الصراط المستقيم: 2 / 180: (كتب الحجاج إلى عبد الملك: إن أردت أن يثبت ملكك فاقتل علي بن الحسين! فرد عليه: جنبني دماء بني هاشم وبعث بالكتاب إليه سرا فجاء النبي (صلى الله عليه وآله) في النوم إلى علي بن الحسين (عليه السلام) وأعلمه فكتب إلى عبد الملك: إنه قد شكره الله لك وثبت به ملكك وزاد في عمرك، فلما قرأه وجد تاريخ الكتاب واحدا).
وفي الصواعق المحرقة: 2 / 583: (ثم كتب عبد الملك للحجاج أن يجتنب دماء بني عبد المطلب وأمره بكتم ذلك، فكوشف به زين العابدين فكتب إليه: إنك كتبت للحجاج يوم كذا سرا في حقنا بني عبد المطلب بكذا وكذا، وقد شكر الله لك ذلك وأرسل به إليه فلما وقف عليه وجد تاريخه موافقا لتاريخ كتابه للحجاج ووجد مخرج الغلام موافقا لمخرج رسوله للحجاج! فعلم أن زين العابدين كوشف بأمره فسر به وأرسل إليه مع غلامه بوقر راحلته دراهم وكسوة، وسأله أن لا يخليه من صالح دعائه).
وفي الخرائج والجرائح: 1 / 256، بنحوه وفيه: (ففرح بذلك (عبد الملك) وبعث إليه بوقر دنانير وسأله أن يبسط إليه بجميع حوائجه وحوائج أهل بيته ومواليه. وكان في كتابه (عليه السلام): إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أتاني في النوم فعرفني ما كتبت به إلى الحجاج وما شكر الله لك من ذلك)! انتهى.
وستعرف أن الذين كانوا على مذهب عبد الملك في هذه المسألة قلة من